سقطة أخرى للصحافي قاسم قصير

جهاد فواز – خاص الناشر |

لا “يزمط” الصحافي قاسم قصير من زلة إلا ويقع في أختها، كأن كل أعوام الخبرة الإعلامية والسياسية لم تنفعه، كجلمود صخر حطّه السيلُ من علي. نعم من “علي” الذي نجا الأستاذ قاسم منه ومن شؤونه دون أن يتعلم من أخطائه وأن يلتفت إلى هفواته.

“وَلَوْ”؟ “ولو ولو ولو كفتى هالغلط كلو؟”.
كنا ننتظر بعد سقطة الصحافي قاسم قصير الأولى على قناة NBN منذ عام وشهرين أن يتعلم من “تخبيصه” فلا يعود إليه من جديد، فإذا بنا نقرأ مقاله على موقع “أساس ميديا” لصاحبه نهاد المشنوق، الموقع الذي يكون قصير أحد كتّابه، ويظهر في الصورة فيه باسمًا إلى جانب صور “عتاعيت” الحقد على المقاومة ونصفِ اللبنانيين على الأقل، من ملوَّثي القلوب والنفوس والتفكير والجيوب، دون أن تزكم أنفه الروائح الكريهة الصادرة عن كتاباتهم المليئة بالحقد والكذب والنفاق.

كتب قصير في “اساس ميديا” “أنّ العدوّ الصهيوني (يُشكر نهاد المشنوق على ذكر كلمة “الصهيوني” في موقعه) نجح في الوصول إلى أحد مخابئ الطائرات المسيَّرة التابعة للحزب وتدميرها من خلال عملية كوماندوس خاصة، والحزب لم يكتشف هذه العملية إلا بعد انتهائها وعودة الكوماندوس من حيث أتى”. وقد أصدر حزب الله بيانًا نفى فيه حصول هذا الحدث.

سقطة قصير هذه سقطة مزدوجة، إعلامية ووطنية، إعلامية لأن الصحافي قاسم قصير تحدث عن حادثة لم تحدث، وكان يجب، وهو المفترض أنه الصحافي المخضرم، والمحلل العتيق، أن يتحقق من المعلومة قبل نشرها، وهذا هو جزء السقطة الإعلامي، أما جزؤها الوطني، فترويج قاسم قصير لخبر -على فرض أنه صحيح- يخدم العدو الإسرائيلي، كما يخدم أنصار هذا العدو في لبنان.

ثم ما استفادته من ذكر هذا الخبر؟ هل يحتاج إلى شهرة؟ ما شاء الله عليه، شهرته واسعة، ومعارفه “الكبار” كثيرون، بدءًا بسمير جعجع الذي زاره في “دارته” وأهداه كتابه “حزب الله بين 1982 – 2016 الثابت والمتغير”، مرورًا بنهاد المشنوق ورضوان السيد و”بلا زغرة” المعمم عباس الجوهري، “ما غيره”، الحاقد على “بيئته” وما يفترض أنها بيئة قصير أيضًا.

وعلى سيرة البيئة، يُحسب قاسم قصير أنه مقرّب من الثنائي الشيعي، ولدى سؤال موقع “الناشر” شخصية إعلامية معنية في حزب الله، نفت الشخصية هذا الأمر، وأنه ليس مقربًا من الثنائي، إنما هو مقرب من كل خصوم المقاومة و”فاتح على حسابه” مع كل الجهات المناوئة لها، وإذا كان يدّعي هو، أو يرى آخرون، أنه مقرب من الثنائي الشيعي فهذا ليس صحيحًا.

وقالت أوساط إعلامية “للناشر” إن الصحافي قاسم قصير كان ضد مشاركة المقاومة الإسلامية في مواجهة وطرد الإرهابيين والتكفيريين من سورية، مميزًا نفسه، وإن موقفه هذا، بالإضافة إلى السقطتين اللتين وقع فيهما على قناتي الجديد وNBN، وكتابته في مواقع إلكترونية معادية بشدة للمقاومة وبيئتها، كل هذا أثار ويثير استياءً كبيرًا لدى البيئة الشيعية ولدى مناصري المقاومة في لبنان وخارجه.

صحافيّ “مخضرم” قال لموقع “الناشر” إن سلوك ومواقف قاسم قصير مضحكة، يريد إرضاء الجميع وأن يكون مع الجميع، وبعد هذا العمر الطويل في الصحافة لا يستطيع تقديم رؤية تحليلية واضحة، ويبحث عن أي موضوع ليجعل منه قضية كبرى، متاجرًا مع الكل.

يتاجر قاسم قصير مع الجميع، بغض النظر عن اتجاهاتهم الفكرية أو السياسية، وبعد أن كان عمله الإعلامي الأهم -كما يقول- “في مجلة الامان السياسية والتي كانت تصدرها الجماعة الاسلامية في لبنان (احد فروع الاخوان المسلمين في لبنان)”، وبعد علاقته بكثيرين من الكبار “وابرزهم المرجع السيد محمد حسين فضل الله والامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين والعلامة الشيخ فيصل المولوي والعلامة الشيخ سعيد شعبان والمفكر الدكتور فتحي يكن وغيرهم”، كما يذكر، وبعد علاقته “بشكل خاص مع العلامة السيد فضل الله على الصعيد الاعلامي وذلك بشكل استشاري”، وبعد عجزه عن الوصول إلى ما يرضيه في حزب الله، يصبح قصير من كتاب الصحف والمواقع الإلكترونية السوداء، المشوَّهة والمشوِّهة، ونرى صورته إلى جانب صور نديم قطيش وعماد الدين أديب وخير الله خير الله وآخرين من منافقي الصحافة والإعلام.

هل يتعلم قاسم قصير من سقطاته؟ وإلى كم سقطة أخرى يحتاج ليلتفت إلى واقعه المحزن؟ هل يستيقظ أم أننا سنراه يومًا صاحب عمود في مجلة “نادين”؟

وأخيرًا، ننقل ولا نتبنى ما قاله لنا أحد أبناء دير قانون النهر، قرية الصحافي قصير، عنه: الرجل مثير للشفقة.

اساسيقاسم قصير