الأزمة في أوكرانيا لها جذور تاريخية، ومن سنوات طوال، لا داعي لذكرها في مقالٍ قصير كهذا، ولكن هذه رؤوس أقلام توضّح سبب قيام روسيا بحملتها الأخيرة:
أولًا، إمكانية قيام أوكرانيا بامتلاك أسلحة دمار شامل، وذلك لما تملكه من مخلفات الاتحاد السوفييتي.
ثانيًا، امتلاكها للصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى والتكتيكية (Tocka-U).
ثالثًا، وجود حلف الناتو على الحدود الروسية، وفي أجزاء كبيرة من البلدان الأوروبية المحاذية لروسيا.
رابعًا، النظام الموالي للغرب، والذي يمارس دوره اليوم كدمية بيد الأميركي، وحلف الناتو.
خامسًا، التسيّب الأمني، وبالأخص وجود الكثير من المجموعات الإرهابية وتسللها لشبه جزيرة القرم بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية للقيام بعمليات ضد البنى التحتية الحسّاسة.
سادسًا، قيام الحكومة الأوكرانية خلال العام الجاري بالمصادقة على تشريع يسمح بدخول قوات البلدان الأخرى للأراضي الأوكرانية لإجراء مناورات مشتركة.
سابعًا، اختيار سكان شبه جزيرة القرم الانضمام لروسيا.
ثامنًا، الإبادة الحاصلة للروس في الأراضي الأوكرانية، تحت عنوان “التطهير من العرق الروسي”، وما ينشر من التعاطف مع الأوكرانين هو محض جهل بما يجري في أوكرانيا، ويدل على عدم العلم بماهية المعتدي.
تاسعًا، الإبادة أيضًا لمن لم يعترف بانقلاب عام 2014 الذي حصل في أوكرانيا (ثورة ملوّنة مدعومة من أميركا).
عاشرًا، قيام الأميركي بتأسيس قواعد عسكرية في أوكرانيا تحت مسمّى بعثات عسكرية.
إضافة لبناء ترسانة أسلحة متطورة بإنفاق غربي هائل لصالح الأوكرانين وضمنًا لصالح حلف الناتو.
وكلّها تهدد الأمن القومي الروسي بشكلٍ كبير جدًّا، وهذه النقاط كلّها، بلا أدنى شك، هي من صناعة السياسات الأميركية، ولذلك نحن ضد الحرب، ولكن هذه الحرب حربُ أميركا، أميركا أمّ الحروب، فالأخيرة هي التي صنعتها، وعلى أميركا إنهاؤها عبر التراجع عن سياستها التوسعية لحلف الناتو، وعن دعم “الراديكاليين” الأوكرانين.
حتى أكثر المسالمين الروس غير المنبطحين للغرب كانوا ليتخّذوا خطوة الرئيس بوتين.