أنصار الحريري لن يُلدَغوا من الجحر نفسه مرتين

منذ اعتكاف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هو وتياره السياسي عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، بدأت محاولات الطبطبة من الحلفاء السابقين وخاصة من طعنوه في الظهر إبان احتجازه في السعودية. ومنذ لحظة الإعلان توثب زعيمٌ مسيحيٌّ معروف بغية السيطرة على الساحة اللبنانية وطبعًا بطلبٍ سعوديٍ مباشر، وهو الدور الذي أوكل إليه لكي يلعبه على الساحة اللبنانية. فهل يٌلدغ أنصار الحريري من الجحر نفسه مرتين؟

من المعروف أن أنصار الحريري هم بغالبيتهم من طائفة لبنانية عريقة أنجبت شخصيات كبيرة مشهودًا لها بالوطنية والعروبة ومقارعة المحتل. لكن شاءت الأقدار أن تصل لما وصلت عليه الأحوال اليوم نتيجة غدر الحلفاء وطعناتهم التي فاقت حدتها مواقف الخصوم تجاه هذا التيار السياسي.

كنا قد نشرنا سابقًا مقالًا تحت عنوان “ماذا تحضّر السعودية للبنان؟”، وشرحنا خلاله ما خططت له المملكة لسعد الحريري ومن خلفه الشريحة الواسعة من الأنصار والمؤيدين. وكانت السعودية واضحة أنها تريد إسقاط الزعيم المسيحي وفرضه بالقوة على الحريري وبالتالي أنصاره كذلك، وهذا الذي صرح به الحريري عن غدر حلفاء الأمس بمناسبات عدة.

هؤلاء الأنصار ينتمون إلى طائفة عروبية لا تنسى من غدر بها وقتل خيرة رموزها إبان الحرب الأهلية اللبنانية البغيضة، ولن تنسى كذلك غدر هذا الزعيم المسيحي الذي لولا أصوات تيار المستقبل لم يحصد عدد النواب الذي يتبجح به الآن، ولن ينسى أنصار الحريري كيف استبعد زعيمهم وأقفل باب داره سياسيًا لصالح ممثل مشروع السعودية في لبنان، ولا يحتاج هذا إلى البحث والتدقيق لأن جل أنصار الحريري يعرفون كيف غدر بهم ومن أول لحظة اعتكاف الحريري كيف حاول استمالتهم عاطفيًا لا لشيء سوى كسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة.

أنصار الحريري الآن مطالبون أكثر من أي وقتٍ مضى بمساندته إذا أرادوا أن يعود إلى الحياة السياسية من جديد، وهذه العودة تتمثل باستكمال الخطوة التي خطاها الحريري في الاعتكاف عن خوض الانتخابات النيابة. ولكي تكتمل خطوة الحريري لا بد من إسقاط ممثل السعودية الذي أرادت فرضه على الشارع السني، وإظهار هشاشة تمثيله عبر مقاطعة كل من يرشحهم ويزكيهم من أجل حصد أصوات أنصار المستقبل.

أما بعد أن زكى العدو الإسرائيلي الشخصية المسيحية للفوز في الانتخابات النيابية، وما يكنه هذا الشارع العروبي من مشاعر العداء للعدو الإسرائيلي ومقاومته له، فمن البديهي أن لا تصب أصوات هذه الشريحة الوطنية لصالح من يسير في المشروع الذي أبعد سعد الحريري عن الحياة النيابية. ومن هنا أنصار الحريري لن يُلدَغوا من الجُحر مرتين.

اساسيتيار المستقبلسعد الحريريلبنان