القائد يأمر بالهجوم المركّب، والتركيبة الهجومية جاهزة

أكّد الإمام الخامنئي في لقائه بقادة القوّة الجوّية أنّه لا يمكن البقاء في حالة الدفاع مقابل الهجوم المركّب للعدوّ، وأنّ علينا أن نهاجم أيضًا. يشير الإمام الخامنئي إلى أنّ هجوم العدوّ هجوم مركّب، أي يحتوي على الجوانب الاقتصاديّة والسياسيّة والأمنيّة والإعلاميّة والدبلوماسيّة كافّة. لذلك وفي المقابل يجب أن يكون هجومنا مركّبًا أيضًا، أي لا بدّ من تسخير جميع الطاقات والاستفادة من كافّة الإمكانيّات وتعبئة كلّ القطاعات والساحات للهجوم. لكنّ السؤال يكمن هنا: هل بمقدور إيران أن تنظّم بالفعل هجومًا مركّبًا ضدّ الأعداء؟

في الحقيقة هذه الاستراتيجيّة الهجوميّة الجديدة مبنيّة على معطيات واقعيّة تسمح لإيران بالخروج من حالة دفاعيّة إلى حالة هجوميّة، وتسمح لها بالحركة والمبادرة في أكثر من جبهة، وفتح النار والهجوم من خنادق متعدّدة. وإصدار الأمر بالهجوم المركّب من قبل الإمام الخامنئي لم يكن غير متوقّع، إذ لو ننظر إلى مشهد إيران الجديد نستطيع أن نشخّص الظروف المهيّئة لإطلاق مثل هذه الاستراتيجية المتقدّمة.

مثلًا، كتبت قبل ٣ أشهر مقالًا بعنوان “النظام الإيراني وتركيبته الهجومية الجديدة” وأكّدت فيه أنّ “التركيبة الإيرانيّة الجديدة التي لا نعرف لها مثيلًا في تاريخ الجمهوريّة الإسلاميّة هي تركيبة هجوميّة وثوريّة بامتياز ومستعدّة لخوض معارك مصيريّة في المواجهة مع الاستكبار”. أيضًا ذكرت في ذلك المقال عدّة مؤشّرات أساسيّة تدلّ على تغيّر الظروف لصالح إيران وتقوية قدرات البلاد بشكل غير مسبوق وفي قطاعات مختلفة، ما يجعل إيران قادرة على الهجوم المركّب وعدم التموضع خلف السواتر الدفاعية.

باختصار شديد، لا شكّ أنّ “الهجوم المركّب” بحاجة إلى “تركيبة هجوميّة”، وحكمة الإمام الخامنئي تقتضي أن لا يُصدر أمرًا بالهجوم المركّب إلا إذا كان يرى أنّ التركيبة الهجوميّة جاهزة ومستعدّة، وهي بالفعل جاهزة ومستعدّة.

حكومة شابّة حزب اللّهية متحفّزة تمتلك حلولًا جذريّة لمعالجة الوضع الاقتصادي والنهوض باقتصاد البلد، إلى جانب مجيء فريق ثوريّ لإدارة الملفّ الدبلوماسيّ، والتحوّلات الأساسيّة التي شهدتها المؤسّسات الثقافيّة والإعلاميّة المهمّة في الآونة الأخيرة، واستمرار التطوّرات المذهلة لدى القوّات المسلّحة، إضافة إلى وعي الشعب وعلاقته المتينة بالقائد، كل هذا من أهمّ مؤشّرات القدرة والجهوزيّة، وصوابيّة إطلاق الإمام الخامنئي أمرًا بالهجوم المركّب في مثل هذه الظروف، ومن الواضح أننا على أعتاب مرحلة مختلفة.

اساسيالامام الخامنئيايران