ما زالت الإدارة الأميركية تحاول البحث عن انتصارات في الميدان السوري بهدف إبقاء قواتها بذريعة مكافحة الإرهاب. وفي هذا الإطار، نفّذت قوات الاحتلال الأميركية عملية إنزال في منطقة أطمة شمال غرب سورية.
وبحسب المعلومات التي تم التداول بها عقب العملية، فإنها استهدفت “قائدًا إرهابيًا مهمًّا”، ليعلن البيت الأبيض لاحقًا مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القريشي.
مصادر محلية أكدت حدوث اشباكات عنيفة وتبادلًا لإطلاق النار إضافة لتدمير عدد من المباني. وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال الأميركي خسرت طائرة مروحية في العملية.
من جهة أخرى، تحدثت المليشيات الإرهابية التابعة للنظام التركي في إدلب، عن أن ما تسمى “هيئة تحرير الشام” سرّبت معلومات أمنية حول مكان تواجد الهدف للاستخبارات الأميركية.
عملية الإنزال تسبّبت بمقتل 13 شخصًا بينهم أطفال ونساء. وهي تطرح العديد من التساؤلات، خاصة وأن الإدارة الأميركية تدعم العديد من المجموعات الإرهابية في سورية، إما بشكل مباشر بذريعة أنها مجموعات معارضة، أو من خلال التغاضي عن نشاط بعض هذه المجموعات الإرهابية.
في العلم العسكري، كان بإمكان قوات الاحتلال الأميركي استهداف مقر تواجد الهدف عبر الطائرات المسيّرة وتحقيق الهدف دون خسائر. ومن خلال قراءة للعملية، نجد أن الهدف من إظهار العملية على أنها انتصار ميداني هو إثبات قدرة الاحتلال الأميركي على تنفيذ عمليات خلف خطوط النار، وبالتالي فرض وجودها على الأراضي السورية، وأيضًا لاستثمار العملية في الداخل الأميركي حيث شعبية الرئيس جو بايدن تتراجع. لذلك، كان لا بد من إخراج العملية عبر “سيناريو البطل” الذي لا يقهر، فأعلن بيان مقتضب إن العملية العسكرية تمّت بتوجيهات من بايدن شخصيًا وقضت على زعيم تنظيم “داعش””، مؤكدًا أن هدف هذه العملية هو “حماية” الشعب الأميركي وحلفاء الولايات المتحدة..
إلا أن “سيناريو البطل” فشل لسببين: الأول وجود خسائر في صفوف القوات المهاجمة، فضلًا عن خسارة مروحية، والثاني سقوط ضحايا بين المدنيين. أضف إلى ذلك ما أوردته وكالة “فرانس برس” نقلًا عن مسؤول أميركي، من أن زعيم تنظيم “داعش” فجّر نفسه خلال العملية الأميركية، الأمر الذي أفقد العملية بريقها.
ما جرى في سورية هو سيناريو أميركي مشابه لما جرى في عملية تصفية زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وبعده تصفية زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، وكلاهما صناعة أميركية تم التخلّص منها بعد إنتهاء فترة صلاحيتها، وليظهر الجانب الأميركي أمام الرأي العام على أنه قاهر “الإرهاب”، متناسيًا أنه مَن صنع وموّل الإرهاب الدولي لتسهيل عملية احتلاله للدول.