الخليج للإسرائيلي عن لبنان: “أنا بشتغل عنّك”

ليس غريبًا، بعد أن مرّت جريمة خطف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في الريتز وتهديده وضربه وإجباره على الاستقالة، دون ردّة فعل، وصولًا لأحداث السَّنة من السكوت عن تلفيقات المخدّرات والرضوخ للاستقالات من الوزيرين شربل وهبة وجورج قرداحي، وإجراءات بسّام المولوي وطأطأة الرؤوس لكسب رضى مملكة الخير، أن يأتي أمس «مبعوث بن سلمان الى لبنان» وزير خارجية الكويت ليلتقي المسؤولين اللبنانيين حاملًا حفنة من الشروط لكي نأخذ الرضى ونفتح صفحة جديدة مع الخليج.

عشرة بنود حملها الوزير الكويتي للرؤساء وهي:
١- قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات شاملة.
٢- الالتزام بتنفيذ اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.
٣- شمول الإصلاحات جميع القطاعات ولا سيّما الطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود.
٤- العمل مع لبنان لضمان تنفيذ هذه الإجراءات.
٥- أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي (1559) و(1701) و(1680) والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة.
٦- ضمان ألّا يكون لبنان منطلقًا لأي أعمال إرهابية تزعزع استقرار وأمن المنطقة، ومصدرًا لتجارة وترويج المخدّرات.
٧- التأكيد على أهميّة تعزيز دور الجيش اللبناني في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان.
٨- انشاء آلية مساعدات في إطار يضمن الشفافية التامة ويظهر العزم على إيجاد الآليات المناسبة للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني.
٩- ضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعيّة.
١٠- وقف العدوان اللفظي والعملي ضد الدول العربية وتحديدًا الخليجية والالتزام بسياسة النأي بالنفس.

كان الأفضل أن يختصر الشيخ أحمد ناصر الصباح بنوده بأن دول الخليج تريد من لبنان أن ينضم لحلفها مع الكيان الصهيوني، أي تريد لبنان كما اعتادت عليه قبل حقبة الثمانينيات دون حزب الله، فهو في مضمون بنوده يقول “على لبنان أن يُجرّم حرية التعبير، وأن يكون مع الخليج في كل مواقفه وجرائمه، وأن يكون أميركيًا”.

الوزير وعند سؤاله عن رأي الكويت بالمجازر التي تقوم بها مملكة الخير في اليمن؟ ردّ متهرّبًا أن على لبنان أن لا يكون منصّة للاعتداء اللفظي أو العملي. منذ متى أصبح قول الحقّ اعتداءً لفظيًّا؟ تريدون من اللبنانيين السكوت عن الجرائم والإرهاب الذي تمارسونه بحق الشعوب؟ ثمّ ماذا عن هجومكم اللفظي والفعلي ضد أكبر حزب ويمثّل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني؟ هل هو مجاملة أو غزل؟ أو يحق لكم ما لا يحقّ لغيركم؟ ثمّ ماذا عن تدخلاتكم السافرة في الشأن اللبناني وأنتم الذين تطالبون بحياد لبنان؟

مع الأخذ بالعلم أيضًا أنّ كل هذه الإجراءات في ظلّ الاحتلال الإيراني القائم للبنان، يُستغرب كبف أن هذا الاحتلال يعطي هامشًا واسعًا من الحريّة لأعدائه بأن يشتموه ويهاجموه ويحرّضوا عليه يوميًا على مدار الساعة!

أصبح واقعًا وواضحًا التباين والتعاون والتحالف والأخوّة بين “اسرائيل” ودول الخليج، ووحدة المسار والأهداف، وهذه الإجراءات التي عجز الكيان الصهيوني عن تنفيذها في الحروب العسكرية سواء مباشرةً أو عبر وكلائه، والتي تشتهيها وتحلم بها، ساقطة، وليست إلا وهم، ميّتة قبل أن تولد، لبنان لن يكون حضنًا لكم، ستسقط مشاريعكم وستبقى المقاومة.

اساسياسرائيلالخليجالكويتالمقاومةلبنان