عمليةٌ هي الأقوى من نوعها منذ بداية العدوان حتى اليوم، سماها أبطال الأرض “إعصار اليمن”، فضُرب مطار أبو ظبي ومصفاة النفط في المصفّح وعدد من المنشآت الإماراتية الهامّة والحسّاسة، وذلك بخمسة صواريخ باليستية مجنّحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة محقّقةً المثل اليمني القديم القائل “اللي ما يربّيه الزمن، تربّيه اليمن”.
لم تُطلَق هذه الضربات إلّا ردًّا على العدوان اليومي الذي يعيشه اليمن من تلك الدولة المأمورة أميركيًّا.
وفي تغريدة غير اعتيادية، ضمن السرب، دوّن مدير مكتب الرئاسة اليمنية أحمد حامد على صفحته عبر تطبيق تويتر “ماذا تعرف عن برج خليفة؟”. وكذلك انتشرت تغريدة أُخرى للعميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني واللّجان الشعبية، يدعو فيها إلى إخلاء المستثمرين الأجانب لهذه الدويلة كونها تستمر بضرب اليمن، واعتبارها غير آمنة.
كانت هاتان التغريدتان كفيلتين بهزّ الإمارات بأثرٍ تعدى ما حقّقته الصواريخ البالستية والمُسيّرات، حيث أثارتا الداخل الأميركي و”الإسرائيلي” الذي عبّر عن مخاوفه تجاه ضرب برج خليفة، الأمر الذي سيؤدي إلى هروب رؤوس الأموال والمستثمرين ورجال الأعمال والشركات المستثمرة الكُبرى في هذه المنطقة التي لم يعد يراها الكثيرون أهلًا للاستثمار المستقبلي والعمل نظرًا للزعزعة الأمنية التي تعيشها.
فما الذي يميّز برج خليفة عن غيره؟
- أطول هيكل قائم في العالم.
- أعلى مبنى في العالم من صنع الإنسان.
- أعلى مرقص ونادٍ ليلي في العالم.
- أعلى تنظيم لعرض مرئي وصوتي في مبنى واحد، في العالم أيضًا.
- يبلغ ارتفاعه أكثر من ٨٠٠ متر.
- يتألف من ١٦٠ طابقًا.
- يتّسع لحوالي ٣٥ ألف شخص.
- قُدّرت تكلفة إنشائه بأكثر من ١.٥ مليار دولار.
- يستقبل هذا البرج سنويًّا حوالي ٣٠ مليون سائح من مختلف أنحاء العالم.
بذلك، يُعتبر من أهم المباني الاقتصادية في دبي والإمارات كلها:
١- قُبيل افتتاح البرج، أي في خلال الأشهر القليلة قبل الافتتاح، أفاد جميع العاملين في مجال العقارات بارتفاع الأسعار في السوق، الأمر الذي ظهرت انعكاساته بوضوح على الاقتصاد الإماراتي.
٢- يحتلّ فندق “جورجيو أرماني” ١٢ طابقًا من برج خليفة، الأمر الذي يوفّر 600 فرصة عمل جديدة للشباب ومختلف الفئات العمرية، وذلك وفقًا لما جاء في تصريح المدير التنفيذي لـشركة “هاربور” العقارية.
٣- توفير آلاف فرص العمل في مختلف الطوابق الأُخرى من مطاعم وفنادق وملاهٍ ليلية وأوتيلات وغيرها.
٤- يُعدّ برج خليفة القمّة الأساس من حيث المردود الاقتصادي للمنطقة المحيطة به والتي تساهم بما يزيد عن 10 % من الناتج المحلّي لدبي، أي ما يزيد على نحو 10 بلايين دولار. وقد ذكرت هذه المعلومات قبل إتمام بناء البرج كاملًا، فما بالكم بالمردود المالي اليوم؟
٥- بلغت أرباح برج خليفة عام ٢٠٢١ حوالي مليار و430 مليون دولار رغم الإقفال الذي دام لعدة أشهر جرّاء أزمة كورونا.
واليوم، هناك اثنان من السيناريوهات المتوقّعة لمصير هذا البرج، حيث ينتظر العالم من غربٍ أميركي وشرقٍ عربي و”إسرائيلي” مآل تغريدة الحوثي. يقضي السيناريو الأوّل بضرب برج خليفة، وبالتالي إلحاق الضرر عسكريًّا واقتصاديًا بدولةٍ قد دفعت مليارات الدولارات للوصول إلى ما هي عليه الآن، وبالتالي انتقال دولة الإمارات -وخاصّة إمارة دبيّ- إلى إمارة غير آمنة، والسيناريو الآخر عدم القصف، لكن تحقيق جزء كبير من الغايات نفسها بسبب الرعب الذي لحق بالإماراتيين والمستثمرين والسياح إبان التغريدة. فالتغريدة كانت كفيلة بمغادرة عدد كبير من السياح وإخلائهم المكان.
بذلك، يوصل اليمني اليوم رسالته إلى الإمارات، والسعودية، ومن يقف خلفهما من مموّلين ومشغّلين وأولياء نِعم، أن لا تعبثوا مع اليمن، فابن البلد الذي قدّم ملايين الشهداء من أطفالٍ ونساءٍ ورجال وشباب قد اختار المشيَ حافيًا، لكن مرتديًا ثوب العزّة ولو كان ملطّخًا بالدماء، كي لا يخضع ولا تُسلَب أرضٌ عربية ثانية، كما سلبت فلسطين.
والموقف يوم يُحدّده الباليستي اليمني أو المسيّرات أو تغريدة يمنية، والنصر من عند اللّه وأنصاره.