مريم نسر – خاص الناشر |
مرّ أكثر من أسبوع على كلام الأمين لحزب الله السيد حسن نصر الله حول تأمين المحروقات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن وقتها، قامت الدنيا ولم تقعد بعد. حملة استُخدمت فيها كل الأسلحة المتاحة لشيطنة مقترح حقيقي وجَدي لحل أزمة مفتعلة على ما يبدو وكل معترض ومشكك فيها متورط بافتعالها. مؤتمرات صحافية، مقدمات أخبار، وبرامج، إضافة الى تفعيل جبهة مواقع التواصل، إلا أن اللافت كان تخبط هذا الفريق الذي ظهر بمعلوماته المتضاربة حول الأسباب التي تجعله يرفض هذا المقترح ولم يعد أحد يعلم من يتأثر بخطاب هؤلاء وما اذا كانت ايران دولة مهيمنة على لبنان والمنطقة أو أنها دولة فقيرة مأزومة بالكاد تستطيع إدارة بلادها، وما إذا كانت ايران تُصدِّر مئات الالاف من براميل النفط يومياً أم أنها لا تجد مَن تُصدّر له نفطها!! وما إذا كانت ايران لا تستفيد من الليرة اللبنانية أم أن الليرة تنعش اقتصادها. حملة ليست بحاجة لحملة مضادة كونها تحمل أضدادها ضمنها.
اقتراح كرره السيد نصر الله للمرة الألف على الدولة اللبنانية الى أن اضطرته الى الحديث بلهجة حادة بأن المحروقات ستأتي من ايران عبر مرفأ بيروت اذا بقيت طوابير الذل أمام محطات البنزين. إلا أنه رغم تأكيدِه أنها للشعب اللبناني كلّه، شيّع البعض البنزين كما شيّع في السابق كورونا.
بدل الغوص بالحل والتهليل له غاص البعض بالعراقيل والتحليل والتضليل، ومنهم من نزل الى الشارع ليثور على الوضع الحالي بالبلاد وليبحث عن حلول وإذا به اليوم يثور على الحل ومَن أوجده. فمَن يستغرب العرض الإيراني بالليرة اللبنانية يَجهل على ما يبدو أن ايران تُصدِّر نفطاً للهند والصين وتركيا بالعملة الوطنية وأن هذه الأسواق أهم بكثير بالنسبة لها مقارنة مع حجم السوق اللبناني الذي هو بموقع الحاجة للتعامل مع ايران وليس بموقع فرض الشروط وخلق عراقيل باعتبار لبنان المأزوم وليس ايران. فمن يسأل حزب الله عن الآلية، عليه ان يسأل الدولة اللبنانية عن ذلك بحال أصبح لديها الشجاعة لقبول العرض الإيراني، ومن يتحجج بالعقوبات بإمكانه إيجاد مَخارج اذا كانت لديه النية بالإنقاذ، لكن الأكيد أن هناك من لا يريد حلاً في البلاد.
في النهاية، إن أتى البنزين من ايران أم لم يأتِ فسيكون هذا الكلام قد حقق مبتغاه إذا افترضنا أن الفريق المتحكم بهذا الملف لن يُهدي حزب الله انتصاراً ويمنحه صفة المنقذ ونحن على أبواب انتخابات فسيسارع لحل الأزمة قبل أن تدق ساعة الصفر التي مهما علت الأصوات المعترضة عليها يحددها رجل واحد فقط ألا وهو السيد حسن نصر الله.