كعادتي -التي تغيرت كثيرًا كتعبير عن فراري من ضوضاء “نق ولت” بعض المتخصصين اللبنانيين بتسميم حياتنا وإطفاء بسماتنا- قمت صباحًا بجولة على المواقع الإخبارية وعلى خريطة قوائم حسابي على تويتر لأرى ماذا حل بنا بعد ليلة عامرة بالتبصير والدجل وطق الحنك التي أتحفتنا بها كتيبة “شمهورش” بكل ألوان الطيف ومن كل المراتب بدءًا من رتبة الـ vip مرورًا برتبة المش vip وصولًا إلى رتبة اللي الله لا يخليهم بالديار العامرة ولا الخربة.
المهم، وأنا أتفحص الأخبار تعثرت بخبر أقل ما يقال فيه إنه دمج ببراعة بين التفاهة والخبث، وإليكم لب القصيد.
نشرت 7 مواقع إخبارية وعشرات الحسابات القوية على تويتر خبرًا على طريقة الـ (copy & past) يتحدث عن أن حزب الله سلم “إسرائيل” عربيًا أراد القتال في صفوفه. لفتني الخبر مع أنني أسدّ أنفي وأغمض عينيّ عادة عن هكذا أخبار ملوثة صاغتها ذبابة إلكترونية من فصيلة ملوثات الوعي التي تسمم الفضاء الالكتروني منذ أصبح “كيس الدنانير” هو المرشد لهكذا ثقافة افتراضية.
إلا أن هذا الخبر بالذات يستحق التوقف عنده رغم تفاهته ورغم الخطأين اللغويين الواردين فيه اللذين لم يكلف أي من جهابذة النسخ واللصق نفسه عناء تصحيحهما فتكررا على كل المنصات التي نقلته. واللافت في الخبر أن الكاتب أو المفبرك صاغ الخبر التافه بخبث لغرض “إبليسي” حيث وظفه في سياق بروباغندا تستهدف شيطنة حزب الله. والخبث هنا أن المستهدف بهذا الخبر ليس جمهور حزب الله أو مناصريه، وهم كثر في هذا العالم، بل هو يستهدف شريحة من الجمهور يتم تشويه وعيها ليلًا نهارًا تجاه ما يمثله حزب الله من رأس حربة في المقاومة ومن أمل للفلسطينيين بحلم التحرير . وفي السياق هدفَ الخبر لتمرير الرسائل التالية للجمهور المستهدف، وهي:
1- التشكيك برواية عداء حزب الله المطلق لـ”إسرائيل”.
2- التشكيك بدعوى حزب الله أنه نصير حقيقي للفلسطينيين في هذا العالم.
3- دق إسفين بين حزب الله وفلسطينيي الـ 1948 وفلسطينيي الانتشار الذين لم تتأثر ثقتهم بالحزب رغم الحملات الضارية من العدو وبعض الأعراب لتشويه وعيهم.
4- الإيحاء بأن حزب الله لديه خط مباشر مع العدو يتجاوز به الدولة اللبنانية التي جرى الترويج من أشهر طويلة أن الحزب هو صاحب قرارها.
5- جعل أخبار مستهجنة كإطلاق العملاء من رتبة الفاخوري وهلم جرًّا تبدو أخبارًا عادية لا يستنكر على مرتكبها لأنه يفعل أفاعيله تلك بدرجة أقل فجاجة من أفعال حزب الله المزعومة، وهو الذي يتعاطى مباشرة حسب الخبر مع العدو.
6- بداية فتح الباب للمطبعين اللبنانيين لممارسة تطبيعهم على غرار حزب الله.
7- تقديم دعاية انتخابية مجانية ضد حزب الله وحلفائه في مناطق انتشار وتأثير المواقع والحسابات الالكترونية التي تداولت الخبر، ومن يضع هذه المواقع والحسابات وتأثيراتها على الخريطة يجد وللأسف أنها تستهدف المكون “السني” بنسبة 85 % وهذا ما يمكن أن يراكمه خصوم حزب الله الانتخابيون لاستهداف المرشحين المحسوبين على بيئة المقاومة والمقربين من حزب الله.
استنادًا إلى ما تقدم أقترح على أسياد “الكاتب” الذي تأكدت أنه لبناني وأول حرف من اسمه (ح) أن يمنحوه مبكرًا ومن اليوم الأول من العام 2022 جائزة “أفضل ذبابة” إلكترونية لهذا العام فهو يستحقها لتلونه بكل ألوان الطيف السياسي اللبناني إلا اللون الأصفر الذي استخدمه لونًا لنفس الحبر الذي استخدمه قبل أيام ليصيغ خبرًا مماثلًا عن “استعداد سرب من الطائرات السعودية الحربية الرابضة في اليونان لتنفيذ غارة دنكيشوتية على مواقع حزب الله في الضاحية الجنوبية”.
ها قد عرّفتك نفسك فاصمت يا (حاء) أو فإنك أصبحت في بنك أهدافي التي ستراها تلاحقك ومعلمك وتعريك وسيدك مع كل منشور سينشر في موقع “الناشر” الكريم تحت زاوية “مرقد عنزة”.