يقولون إنه لا ثوابت في عالم السياسة، إلا أن هناك من يتبع قواعد الكذب السياسي بهدف التشويش على الصورة الحقيقية.
دون سابق إنذار هاجم مندوب النظام السعودي في الأمم المتحدة الدولة السورية عبر سلسلة من الادعاءات الموجهة ضد الرئيس الأسد ومحور المقاومة.
بداية علينا التركيز على توقيت هذا الهجوم حيث تزامن كلام عبد الله بن يحيى المعلمي مندوب النظام السعودي مع السعي الجزائري المدعوم من عدد من الدول العربية بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية عبر بوابة القمة العربية التي ستعقد في الجزائر. ومن جهة أخرى تزامن هذا الافتراء السياسي مع اقتراب انتهاء المفاوضات الإيرانية في فيينا دون الوصول إلى نتائج واضحة، إضافة للحديث عن هجوم عسكري صهيوني مدعوم أميركيًا على إيران.
ومن أجل إيضاح حقيقة ما يجري علينا العودة إلى سجل زيارات الجانب السعودي إلى سورية، حيث تحدثت مصادر عن زيارة قام بها رئيس جهاز المخابرات السعودي إلى دمشق على رأس وفد أمني كبير والتقى عددًا من كبار الشخصيات. كما أن الصورة التي تم تداولها منذ مدة والتي جمعت سورية والسعودية في المؤتمر الأمني في مصر كانت رسالة واضحة، وكذلك الأمر بالنسبة للقاءات الوزراء في عدد من الاجتماعات النوعية.
إذًا ما الذي جرى ليقوم مندوب النظام السعودي بهذا الهجوم السياسي ومن منصة الأمم المتحدة؟
الإجابة تأتي بأن مشغلي ابن سلمان أصدروا تعليماتهم لمنع أي تقارب مع سورية. كما أن ابن سلمان يريد التغطية على هزيمته في اليمن وفقدانه لأهم حليف له في هذا العدوان. وبالتالي فإنه يريد دفع ثمن تعيينه حاكمًا على مملكة الرمال والنتيجة تأمين غطاء للكيان الصهيوني ومنع أي تحرك ضده.
كما علينا التأكيد أن السعودية هي التي حاولت التقرب من دمشق وقدمت أوراق اعتمادها، إلا أن المصالح الشخصية هي التي أدت إلى انقلاب ابن سلمان على الواقع السياسي والأمني في المنطقة.