يطلّ كانون الأوّل خجولًا في نهاية كل عام، ويُحيي جمهور حزب الله بخجل كانون ذكرى حسّان اللقيس، الرجل الذي بقي سرًا حتّى عام شهادته، ليل الثالث – الرّابع من كانون الأول عام ٢٠١٣.
والحقيقة أنّ حكاية حسّان اللقيس في حزب الله، هي حكايةٌ أخرى، فيها الكثير من الهمس والقليل من البوح، المسيرة التي تُحيي ربيعها الأربعين وقد كشفت الكثير من أسرارها، وحسّان اللقيس من الأسرار القليلة فيها التي لم تُروَ كاملة.
فتجربته الأولى مع الطائرة الحلم، التي تعود إلى أواخر الثمانينيات، كانت نتيجةً لتراكم الأفكار، مع الكثير من العمل، حيثُ برز اللقيس مع بروز حزب الله كفكرة وكتنظيمٍ أيضًا.
قد يقول البعض إن الحزب يتعمّد التهميش أحيانًا، لكن الحقيقة في مكانٍ آخر؛ كلُ أولئك الذين عملوا مع حسّان اللقيس، بقَوا سرًا، وقد يكون بعضهم على لائحة الشّهداء، لم يُفصح عن أحدٍ منهم، سوى حسين أيّوب، الحاج ربيع، الذي قدّمه الحزب استشهاديًا قبل عام عبر موقع العهد، إحدى مؤسساته الإعلاميّة، و”جميل نعيم سكاف” الذي كشف عن دوره الكاتب والمؤرخ الايراني حميد داود أبادي في كتابه “عقل در خشان” حول اللقيس، جميل الذي استشهد دون أنّ يكرَّم تكريمًا كبيرًا يليق بعمله.
حسّان اللقيس، الاسم الذي لازمَ الإبداع في العمل المقاوم، لازمَ قوّتها الجوية وسلاح إشارتها، سيأتي اليوم الذي نكتب به الحكاية الكاملة، وإلى ذلك الحين، منّا من سيقضي نحبه، ومنّا من ينتظر، ومنّا من سيروي للعالم فيض الأسطر الأخيرة، التي كتبها حسّان اللقيس، في صفحات المقاومة الإسلاميّة.