في الاستحقاقات الرياضية، يُقاس الشرف بمعيار الروح الرياضية التي يتحلى بها الخاسر، وهي عمليًا ما يمنعه من البطش بمنافسه. وفي الاستحقاقات الانتخابية، يقاس الشرف بمعيار المصداقية، وحين يكذب المهزومون نعلم، كجمهور على الأقل، أنّهم لم يحتملوا وقع الهزيمة، مما يشير إلى تكلفة عالية قد تكبدوها -أو تكبدها أولياء أمورهم في السفارات- من أجل الربح، وما ربحوا.
مثال لتوضيح القاعدة: سامي الجميًل أو الكتائبيون
تمرين حول القاعدة:
رتّب الكلمات التالية في جملة مفيدة:
الجميّل/سامي/كلّ/خسارة./يكذب/عند
حسنًا، في الوقائع:
تمّ تعيين يوم الأحد الواقع في ٢٨ تشرين الثاني٢٠٢١ لإجراء الانتخابات النقابية في نقابة أطباء الأسنان. ترأست الكتائبية ايميلي حايك لائحة غير مكتملة لخوض هذه الانتخابات. مع البدء بفرز الأصوات تبيّن أن ايميلي حايك ليست في عداد العشرة الأوائل. وهنا، عند استشعار الهزيمة، تحرّك “الشرش” الكتائبي الخالي تاريخيًا من الروح الرياضية ومن المنافسة بمصداقية، فما كان من الكتائبيين إلا تحطيم صناديق الاقتراع، وعمليًا قطع الطريق أمام إتمام العملية الانتخابية، بحيث تبقى هزيمتهم طيّ الكتمان ولا يواجهون فضيحة انعدام وزنهم التمثيلي حتى في النقابات، على الأقل كي يتجنبوا الإحراج أمام الممولين والسفارات.
حدث ما حدث. مارس الكتائبيون الصنعة التي يتقنونها مهما اختلفت مجالاتهم المهنية، ممّا دفع برئيسهم ابن رئيسهم وحفيد رئيسهم، إلى إثبات جدارته وتفوقه بالكتائبية على رفاقه ومحازبي جدّه وأبيه وعمّه بشير -بشير الذي تعرفونه، “ما غيرو”-، وجد ميكروفونًا، تهيّأ لغضبة الفتى الذي يبدع دائمًا بافتعال الانفعال بشكل كوميدي مهيب، وقيل معيب -ويجوز الوجهان- وخرج ليتهم حزب الله بافتعال التخريب في انتخابات نقابة أطباء الأسنان.
أذهل سامي الجميع. ظنّ محازبوه أنّه سيخرج ليكافئهم على أصالتهم في ممارسة الأسلوب الكتائبي، فإذا به كالعادة يتهم الآخرين بما ارتكب كمسؤول حزبيّ عن حفنة “الزعران”، بل ويحاول، بانفعاله المفتعل ذاته، أن يكذب دون أن يمرّ بباله أن هناك شهودًا وكاميرات وثقت ما حدث، ووثقت هزيمة ما قبل الحدث.
ربما كان الأجدى بالكتائب بالأمس تكليف نديم ابن بشير بمحاولة ترقيع الخسارة فيلتهي الناس بانتهاكاته للّغة العربية بكلّ لهجاتها، ومن شدة الابتهاج لا يستوقفهم فحوى الترقيع الكاذب.
بكلّ الأحوال، انتخابات نقابة أطباء الأسنان بالأمس كانت عيّنة عما سيفعله هؤلاء حين يستشعرون خسارتهم في الانتخابات النيابية القادمة، وهو ليس بجديد عليهم، فالكذب وإن كان حبله قصيرًا، عادتهم الأصيلة. وكما ذكر تجمّع أطباء الأسنان في حزب الله: “سامي الجميل عند كل استحقاق يشعر فيه بالخسارة يبدأ بالافتراء والكذب”.