ميغافون.. العزف على وتر الاجندات الخارجية

في إطار متابعة كشف وتعرية المنصّات المشبوهة، وبعد منصّة political pen، نستحضر اليوم منصّة أخرى تختبئ وراء قناع الاستقلالية الملغوم.

“منصّة إعلامية الكترونية مستقلّة”، هكذا تعرّف عن نفسها «ميغافون» لمؤسِسَيها سامر فرنجيّة وجان قصير. يتمّ تمويل ودعم هذه المنصّة على الشكل التالي:

١- المؤسسة الاوروبية للديمقراطية EED: وهي مؤسسة شبه حكومية تابعة مباشرة وممولة من قبل وزارات خارجية الدنمارك والسويد والنرويج، التي تفتخر بدعمها للمنظمات المدنيّة.

٢- قناة فرنسا الدولية CFI: وهي مؤسسة حكومية فرنسية تموّل منصات اعلامية في بلادنا، وهي تابعة مباشرة لوزارة الخارجية الفرنسية والمخابرات الفرنسية.

٣- المؤسسة الأورو-متوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان: وهي مؤسسة ذات دعم رسمي متشعب يمتد من وزارات الخارجية الاسكندنافية وهولندا وفرنسا وجورج سوروس ووزارة الخارجية الاميركية والكونغرس.

يُشترط في هذا الدعم أن تقوم هذه المنصّة بتقديم المحتوى الذي يُناسب ويتماهى مع خطاب الجهات الداعمة، وهذا ما تقوم به على أكمل وجه.

تحتلّ المنصّة المرتبة الأولى في تحريف وتحوير خطابات السيد حسن نصر الله. هي بوق طبقي، طائفي وعنصري، يتبنّى خطاب دول التطبيع، ويختبئ خلف شعار العلمانية ويروّج لمنظمات المجتمع المدني ويعمل على تلميع صورتها. حازت المنصة على جائزة أسرع منصّة منبطحة للخليج عبر الهجوم على ما قاله وزير الإعلام جورج قرداحي. في الهجوم على السلطة تحيّد قوى ١٤ آذار، فهم وديعة أولياء الأمر.

قامت هذه المنصّة في السنوات الماضية بفتح المجال أمام خبراء وكتّاب يساريين وليبراليين “معوكرين” لكتابة مقالات فيها، وبحسب المصادر يبلغ المردود المالي لكاتب المقال الواحد في الموقع ٤٠٠ دولار أميركي.

تحظى ميغافون بفريق “التحقيق الخزعبلي” الذي يمكن أن تستفيد منه الدولة اللبنانية في الملفّات المعقّدة؛ تحقيق سريع تتهم فيه وتدين تلقائيًا حزب الله دون أدلّة واقعية، تظنّ أيضًا أنّها إذا دفعت أموالًا على المونتاج تتحول أكاذيبها إلى حقائق. مثلًا فاجعة المرفأ، أو ما سمّته بـ “إشكال” في خلدة وغزوة في الطيّونة، وهي لم توفّر حليف الحزب رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل وقت انفجار التليل في عكّار، وغيرها من الكوارث التي يعيشها البلد.

من الواضح أن هذا الموقع ينتمي لمنظومة اعلامية تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر لصالح وزراة الخارجية الأميركية وتلتزم أيضًا بكامل توصيات مركز أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي في خصوص شيطنة حزب الله وبيئته. وفي مقابلات ميغافون، تستضيف وتحاور الفئة التي تريدها لتتحدث عن السردية التي تعمل على تعميمها واختراعها.

تركّز السعودية في الوثيقة التي وضعتها عام ٢٠١٧ «مبادرة اضعاف حزب الله في لبنان» على “على قاعدة الشباب الشيعي لخلق مجموعات معتدلة في فكرها”. وهذا ما فعلته ميغافون تمامًا منذ أيام، فهي التي استعملت أسلوب السخرية والتنمّر والهجوم على “زهراء قبيسي” بسبب رأيها، وسارعت الى تبنّي والتضامن مع الظاهرة “حسين قاووق” الذي يتقن دور الشاب الشيعي المتنوّر الذي يشارك بحملة الشيطنة للحزب والبيئة، وليس “قاووق” أول من يلعب هذا الدور ولا آخرهم.

في وطن الحرّيات وتنوّع الآراء، يظهر أن هناك حرّيات بسمنة وحرّيات بزيت، فتمطر القنوات الثلاث المأجورة وأغلب منصّات التواصل الاجتماعي المشاهدين والمتابعين بوابل من الاتهامات والشتائم والتنميط والتعرّض لكرامات أهل بيئة المقاومة وحلفائها دون أن يُحرَّك ساكن، لكن ممنوع أن تنتقد أو تكشف أو حتّى أن تدافع بيئة المقاومة عن نفسها.

ستستمر ميغافون في اجندتها، لكن مع وقف المفعول، ذلك أن اليوم ليس كما الامس، اليوم تراكمَ الوعي المواجه لتلك المنصات المأجورة، عسى أن تعزَّز سبل المواجهة والمقاطعة.

المقاومةلبنانميغافونهام