عن السايكوباثية واجرام قناصي القوات: بماذا كانوا يفكرون؟

منذ كمين الطيونة يوم الخميس المشؤوم وانا اتمنى أن أكون قاضيًا لساعة واحدة فقط، لأطلب سوق قناصي القوات اللبنانية الذين قتلوا بدمٍ بارد ٧ أفرادٍ عزّل. ففي بالي أسئلةٌ عدة، أودُّ سماع أجوبتها قبل أن أطرق بمطرقة العدالة طالبًا حكم الاعدام لهؤلاء في الساحات العامة رميًا بالرصاص.

وددت أن أسأل قناصَ القوّات عن آخر ما كان يفكر به قبل أن يطلق رصاصته تجاه الشهيدة مريم فرحات، والدة الأطفال الخمسة البالغة، من العمر ٤٠ عاماً. وددتُ أن أسال قناص القوات عن شعوره وهو يشاهد عبر منظار قناصته دخول رصاصته في رأس حسن نعمة، والد الابناء الثلاثة، البالغ من العمر ٥٤ عاماً.

وددت أن أسأل قناصي القوات لماذا قَتلتم مريم وحسن؟ ما هي الذريعة؟ لربما، وأقول لربما، لأنني أعلمُ أن بيننا يعيش وحوش، يسهل عليهم تبرير القتل بحجج مثل “فاتوا ع منطقتنا، شعارات مستفزة، وغيرها..”، لكن حتى هذه الحجج التي يطلقها وحوش، لا تنطبق لا على مريم ولا على حسن.

يروي أحد الشهود العيان، أن حسن نعمة الذي خرج في مظاهرة يؤمن بقضيتها، بغض النظر عن رأينا بها، خرج يمشي بصعوبة، فهو يعاني من آلامٍ في القدمين، ورغم ذلك، وإيمانًا بما يعتقد، خرج في تلك المظاهرة. لم يكن يحمل مسدسًا او رشاشًا، حتى عصًا يتكئ عليها لم يكن يحمل بيده. غالبًا ما استعان بأكتاف الشبان ليكمل مسيره نحو قصر العدل. لم يكن يدرك حينها، ولربما لو ادرك لما كان ليمانع، الا أنه لم يخطر على باله أن تخرج قناصة من خلف البنايات، وتصوب رصاصاتها نحوه. القناصُ اختاره هو دون سواه، فهو اراد قتل الناس، بكبارهم وصغارهم.

من الاسئلة التي أحتاج لأن أطرحها على قناصة القوّات هل أن إصابة حسن نعمة برصاصة في الرأس، تحديداً تحت فمه، لتخرج من الخلف، كان متعمداً، اما انه كان يهدّف على صدره وانحرفت الرصاصة نحو الرأس؟ معرفة جواب هذا السؤال توصل بنا الى معرفة حجم الوحش الموجود داخل قناص القوات.

أردت رصاصة قناصة سمير جعجع حسنَ نعمة ارضاً، بكثير من المأساوية التي حملت قصة حسن، لكن لم يكن الضحية الوحيدة لاجرام قناصة سمير جعجع.

على احدى الشرفات، كانت تقف مريم فرحات، ام الأبناء الخمسة. تتعدد الروايات عن سبب وقوفها على الشرفة، فمنهم من قال انها كانت تنتظر عودة ابنائها من المدرسة، فابنتها الصغيرة زهراء البالغة من العمر ٥ سنوات كانت في مدرسة تقع على مقربةٍ من مكان الكمين. وحتّى لو لم يكن كذلك، فمهما كان سبب وقوف مريم على الشرفة، كيف يمكن لأحدٍ، سوى الوحوش طبعاً، أن يبرر قتلها برصاصة قناصة؟ وحين نقول قناصة، يعني أن اصابة دقيقة قتلت مريم، يعني أكثر أن القناص تعمّد قتل مريم، سيدة تقف على شرفة منزلها قتلها القناص!

هذا القناص ايضاً، أحتاج لأن أسأله بماذا كان يفكر لحظة توجيه الرصاصة نحو رأس مريم؟ ماذا كان في باله؟ هل فكّر للحظة أن والدته هي مكان مريم؟ هل خطر في باله حديثه مع قناص يوجّه فوّهة قناصته نحو رأس والدته؟ كلها أسئلة أحتاج لسماع أجوبتها لادرك حجم الوحش الذي بداخل قناص سمير جعجع.

من قتل مريم أيضاً كالذي قتل حسن، وحش على هيئة قناص، تعمد قتلها، استلذ بلحظات سقوطها ارضاً.

في علم النفس، ثمّة مرضٌ يدعى السايكوباثية، وهو اضطراب في الشخصية يقود الى فعل اجرامي، دون أن يشعر فاعله بندم او تعاطف مع ضحاياه، ولربما يستلذ بطرق قتلهم. لكن، اخشى لو علمت الوحوش التي بيننا بوجود مرضٍ كهذا، ان تستخدمه في تبرير قتل قناصات القوات مريم وحسن وكل الشهداء الذين سقطوا ذات خميس في الطيونة.

اساسيالطيونةالقوات اللبنانيةسمير جعجع
Comments (0)
Add Comment