توالت الأحداث تباعًا بعد مذكرة التوقيف التي اصدرها القاضي طارق بيطار بحق الوزير السابق النائب علي حسن خليل. وتزامنًا مع هذا الحدث، أعلن الثنائي الشيعي -حزب الله وحركة أمل- عن مسيرة احتجاجية ضد القاضي بيطار وللمطالبة بعزله بتهمة الانحياز وفبركة الأدلّه.
انطلقت المسيره بشكل سلمي حاملة بعض الشعارات والهتافات التي تطال البيطار مطالبة بإبعاده وإزاحته من متابعة قضية المرفأ. إلا أن المسيرة وقعت في كمين محكّم من قبل بعض الأطراف، مما أدى لسقوط عدد من الشهداء وإصابة عدد من الجرحى.
اليوم، وبعدما أصبح المشهد واضحًا وبصورة فاضحة يمكننا القول إن المسؤول الأول عن هذا الكمين هو سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، وهذا بطلب من الولايات المتحدة الأميركية لنزع سلاح حزب الله وتطبيق أجنداتهم السياسية داخل لبنان مدعين تعاطفهم ومساندتهم لأهالي ضحايا مرفأ بيروت.
إن الهدف الأساسي لسياسة واشنطن هو إزالة حزب الله من الوجود والخضوع اللبناني لقرار ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وهذا عن طريق انتخابات نيابية مبكرة وإشراك بعض أعضاء مؤسسات المجتمع المدني الذين يعملون لصالح واشنطن في البرلمان اللبناني. وقد كتب باحث في الشؤون الدولية في مركز متعدد الاختصاصات لصالح صحيفة أجنبية التالي: “إن أعمال العنف في ١٤ تشرين الأول هي نقطة تحوّل صغيرة أخرى في انزلاق لبنان إلى سيطرة حزب الله الكاملة”. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، عن مساعدة بقيمة ٦٧ مليون دولار للجيش اللبناني وأعربت قائلة: “إن الإرهابيين واللصوص سرقوا الأمل من اللبنانيين لفترة طويلة جدًا”.
يتطلب الوضع في الأيام المقبلة الكثير من الصبر والتروّي للحفاظ على الغضب إلى أن يتوفر المكان والزمان المناسبان. وعليه، ما علينا إلا الترقّب وترديد الآية التالية: ف إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ.
الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.