فؤاد رمضان* – الناشر |
يصادف يوم التاسع من تشرين الأول الذكرى السنوية الخامسة والخمسون لإعدام الثائر الأممي أرنستو غيفارا. ( تشي).
ولد في الارجنتين في ١٤ حزيران من عام ١٩٢٩ من عائلة ميسورة.
تخرج طبيبا عام ١٩٥٣. دفعه الظلم ومعايشة أحوال الفقراء و آلامهم في الأرياف والمدن بأميركا اللاتينية للقيام برحلات على متن دراجته النارية مزودا بحقيبته الطبية لمعالجة الفقراء. زار المكسيك وغواتيمالا والكونغو وكوبا والجزائر ومصر وسوريا وغيرها كثائر يسعى لإستنهاض ودعم حركات التحرر من الإستعمار القديم ووريثه الأميركي.
دفعته قناعاته بضرورة رفع الظلم عن قسم كبير من البشر بسبب التوحش الرأسمالي لتبني الأفكار الماركسية اللينينية وبأن الإشتراكية هي السبيل للوصول لمجتمع العدالة الإجتماعية لكل البشر.
إنضم لزميله فيدال كاسترو بالمكسيك للتحضير والإنزال على جزيرة كوبا وقد نجحوا بعد صراع مرير من كسب الجماهير وانتصروا على نظام باتيستا الموالي للأمريكان.
بعد انتصار الثورة تولى تشي عدة مناصب قيادية ووزارية منها وزارة المال لكن الثورة التي تعرضت لعدة مؤامرات ومنها محاولة الإنزال في خليج الخنازير لعملاء جندتهم الإستخبارات الأميركية عزز قناعاته بأن الدفاع عن الثورة يجب أن يتم من الداخل ومن الخارج أي إرباك العدو وتشتيت قواه على عدة مسارح للقتال. اتخذ القرار بموافقة كاسترو وانتقل مع مجموعة كوادر ثورية لبوليفيا بهدف إشعال الثورة ضد الحكم التابع لليانكي الأميركي.
إن ضعف وفقدان الصلة بالجماهير وتردد قيادة الحزب الشيوعي البوليفي بالإنضمام للثورة عزز من حال العزلة في الجبال والأودية فاستنزف الثوار وتقلص عددهم مع كل اشتباك كان يحصل مع الجنود البوليفيين. في ٨ اكتوبر ١٩٦٧ هاجمت قوات خاصة بوليفية بإشراف وتدريب أميركي وبتعداد ١٥٠٠ فرد ما تبقى من مجموعة غيفارا البالغ تعدادها ١٦مقاتل فقط ودار اشتباك لمدة ٦ ساعات أستشهد خلالها معظم اعضاء المجموعة وانسحب القليل أما تشي فوقع في اللسر جريحا بعد نفاذ ذخيرته وتعطل سلاحه.
نقل تشي الى قرية لا هيجيرا حيث بقي حيا لمدة ٢٤ ساعة قبل تنفيذ حكم الإعدام بقرار أميركي.
أخفيت جثته بعد أن قطعت يداه و دفن بمكان سري حتى عام ١٩٩٧ حيث استعيدت جثته ودفن بمراسم رسمية في كوبا وبحضور فيدال كاسترو.
من أشهر أقواله
لا يهمني أين أموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن.
مكان لا يوجد به ظلم هو وطني.
أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
إن الطريق مظلم وحالك إذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير العالم.
الثوار يملأون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء.
أنا لست محررا فالمحررون لا وجود لهم بل الشعوب وحدها من تحرر نفسها.
هذه بعض أفكار غيفارا الثورية كما من صفاته التواضع والمشاركة الميدانية في القتال خلال المعارك والثورات والمشاركة مع العمال والفلاحين في زمن السلم لحثهم على مزيد من العطاء.
عدم اكتراثه بمظاهر وسلوكيات الأثرياء وكذلك أمانته على أموال ومقدرات الثورة ولاحقا الدولة.
لم يكنز مالا أو ثروة لعائلته التي تكفلت بها الدولة الكوبية.
من أهم وصاياه للثوار إذا احتاجوا لمواد غذائية أو غيرها من متجر دخلوه ولم يكن بحوزتهم المال الكافي، أن يتركوا رسالة تشرح ما أخذ من مواد، مع وعد بتسديد الثمن في أقرب فرصة، وهذا ما فعله المقاومون في بنت جبيل إبّان عدوان الـ ٢٠٠٦.
كاتب ومحلل سياسي *
عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني.
لم يكن غيفارا فوضويا كما قام البعض بتصويره، بل كان مؤمنا بالاشتراكية كطريقا وحيدا للدفاع عن الفقراء عبر الثورة ضد الظلم… تحية للرفيق فؤاد ومنشور موفق