بخلاف كل ما استنبطه بعض الكتبة والصحافيين في العامين الماضيين عن خلافاتٍ بين التيار الوطني الحر وحزب الله، تؤكد قيادة الحزبين مجدداً أن التنسيق بينهما في أعلى مستوياته، لا بل إن روحية اتفاق مار مخايل ستنسج تحالفات الدوائر المختلطة في الانتخابات النيابية المقبلة.
بالعودة في الذاكرة الى الانتخابات النيابية الماضية عام ٢٠١٨، فإن الحزبين اللذين حصدا أعلى نسبة أصواتٍ، دخلا في لوائح متنافسة في عددٍ كبير من الدوائر، لا بل إن التحالف يومها اقتصر على دوائر بعبدا والبقاع الغربي – راشيا ودائرة بيروت الثانية، فيما كانت الدوائر الاخرى تشهد تنافساً جديّاً بينهما.
أما الآن ومع الاقتراب اكثر من موعد الاستحقاق البرلماني، فإن الطرفين تيقنا من ضرورة التحالف في تلك الدوائر التي شهدت تنافساً الدورة الماضية، وأضعفت طرفاً على حساب الاخر.
في المعلومات، فإن قرار التحالف في الدوائر المشتركة قد اتخذ، وتحديداً في الدوائر التي يشكل فيها هذا الحلف رافعةً لحصد مزيدٍ من الحواصل.
في دائرة جبيل كسروان، لن يعيد الاصفر والبرتقالي غلطة الـ٢٠١٨، حيث كانا سبباً في خسارة حاصل انتخابي وربما اكثر لو كانا قد تحالفا يومها. ايضا في دائرة بعلبك الهرمل، لن ينزل التيار هذه المرة بلائحة يواجه فيها الحزب في منطقة تعتبر حاضنة شعبية له، لا بل ان التحالف في الانتخابات المقبلة سيعزز الحصول على 8 حواصل من ١٠ للطرفين، اذا ما سارت الامور على النحو الذي يخطط له الجانبان.
في بعبدا، كانت الامور واضحة بالنسبة لكليهما عام ٢٠١٨، فلا غنى لطرفٍ عن الاخر، هنا في هذه الدائرة التي يتقاسم فيها حزب الله وحركة امل النفوذ مع الشعبية العونية، ولذلك فإن الحصول على المقاعد كافة لن يكون صعباً.
في صيدا وجزين وبعد دخول التيار في منافسة جديّة مع الحزب، بعد ان قرر الوطني الحر التحالف مع الجماعة الاسلامية مقابل تحالف امل والحزب مع اسامة سعد، هذه المرة، سيعزز التحالف فرص حصد اللائحة المشتركة المزيد من الحواصل.
اما في بقية الدوائر، التي تعتبر واضحة النفوذ، كدوائر الجنوب والشمال، فإن التفاهم جارٍ بين الطرفين، بالاتفاق مع حلفاء ٨ آذار، دون أن يحسم شكل اللوائح حتى اللحظة.
هي تحالفاتٍ سيرعاها مار مخايل، وعنوانها: لعودة القوة الى الحاضنة المسيحية للمقاومة!