عندما تم اغلاق معبر جابر – نصيب الحدودي بين سورية والأردن خلال العدوان على سورية كان رد فعل القيادة السورية هادئًا، واستمرت في مواجهة الإرهاب حتى تم الحسم الميداني في غالبية المناطق، لتنتقل القيادة السورية إلى مواجهة الحصار الاقتصادي عبر سلسلة من الإجراءات وبدعم من القوى الحليفة.
ومع استمرار العمل الدبلوماسي السوري وبمتابعة وتوجيه من الرئيس الأسد، تم تفكيك حلقات الحصار عن سورية، وكانت البداية من المنطقة الجنوبية حيث تم تأمينها بالكامل فباتت الأرضية الأمنية جاهزة دون أي خروقات.
بدوره، الجانب الأردني كان المتضرر الأكبر من إغلاق المعبر الحدودي وتوقف الحركة التجارية، فاتجه نحو القيادة السورية للتنسيق بشأن عودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل الحرب وبدء التنسيق على ثلاثة مستويات.
أولًا: كان لا بد من التزام الإدارة الأميركية الصمت تجاه الانفتاح الأردني على سورية، وخاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية في الأردن في ظل جائحة كورونا.
ثانيًا: تحرك الجانب الأردني نحو فتح خطوط الحوار مع سورية لنشهد زيارة وزير الداخلية السوري لتنسيق الإجراءات لفتح المعبر الحدودي لتليها زيارة لوزير النفط بشأن خط الغاز وقبلها كانت زيارة لوزير الكهرباء السوري. وتعززت تلك الحركة السياسية الاقتصادية بزيارة لوزير الدفاع السوري والتنسيق بشأن ضبط الحدود والحالة الأمنية فباتت الأرض ممهدة للعودة إلى مرحلة ما قبل العدوان على سورية.
ثالثًا: تم التنسيق لاجتماع وزاري مشترك بين البلدين كانت أبرز نتائجه افتتاح المعبر الحدودي إضافة للتركيز على التعاون التجاري بين البلدين ووضع آلية لهذا التعاون.
سورية استطاعت كسر حلقة مهمة من حلقات الحصار وسط صمت غربي. ومن الواضح أن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الانجازات. ومن تابع نشاط وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، في أروقة الأمم المتحدة واللقاءات التي تم عقدها يعلم بأن سورية بدأت مرحلة جديدة عنوانها النصر.