هل هذه هي السيادة يا غبطة البطريرك؟
أن تحتل اسرائيل جنوب لبنان حتى العاصمة بيروت وترتكب على مدى عشرات السنين جميع أنواع المجازر والتدمير والتهجير.
أن تسيطر داعش وأخواتها على الحدود الشرقية وتنتهك هذه الحدود متى تشاء وتقتحم بسياراتها المفخخة بلداتنا ومدننا وتقتل الآمنين.
أن تهددنا داعش بانتهاك كل حرماتنا متى استطاعت.
أن ترعى السفارة الاميركية حصارنا وتجويعنا واذلالنا.
أن تُخضع السفيرة الاميركية كل قدراتنا لقرارها حتى الى أين يمكن أن تصل المحروقات.
أن تصل طوابير السيارات على محطات البنزين من الناقورة جنوبًا الى العبدة شمالًا وحتى الهرمل شرقًا.
أن يعمّ الظلام بيوتنا وتقفل المستشفيات والافران ودور الايتام.
أن نستسلم لادارة أميركا.. فنساعدها على اغلاق القفص علينا وكأننا دجاج في قن نخشى الثعلب الكرتوني.
أن نعطش وأنهارنا تجري.
أن نعطي اسرائيل مياهنا ونفطنا وسماءنا.
السيادة يا غبطة البطريرك، في قاموسنا الذي كتبناه بالتعب والدم والمقاومة، هي أن لا نخضع، واستقلالنا هو أن لا ندع السفيرة الاميركية تخدعنا وتُخضعنا.
الاستقلال يا غبطة البطريرك هو:
أن نهزم اسرائيل ولا ندعها تجرؤ حتى على النظر الى قرانا.
أن نزيل داعش ومناصريها عن حدودنا ونعيد لقرانا الأمن والأمان ولا نبقي لها أثرًا يهدد كرامتنا.
أن نكسر الحصار الأميركي ونعيد الضوء الى بيوتنا ونعيد الحياة الى مستشفياتنا وأفراننا.
أن نثبت لشعبنا أن وطننا لا يحاصر ولا يجوّع، ومن يريد قتلنا بالجوع نقتله بإرادتنا.
احترام الحدود هو أن لا نقبل بأن يضع أحد لنا حدودًا يحاصرنا بها.
ان تلك الصهاريج التي عبرت، كانت محملة بكثير من الأمل والضوء الى بلداتنا وأهلنا الذين كاد اليأس يسقطهم. فلا تكونوا شركاء في الحصار ولا تقتلونا في اليوم ألف مرة وأنتم تنظّرون للسيادة والاستقلال واحترام الحدود.
لا لسنا دجاجاً. ولا نقبل أن يحاصرنا ثعلب من كرتون، فتقفل علينا الحدود تارة بحجة السيادة وتارة بحجة العقوبات وأخرى حماية للاستقلال.
أكثر من عام مرّ على الأزمة والناس تذلّ في اليوم ألف مرة ولم نر أحدًا من دعاة السيادة والاستقلال يسعى ويعمل ويحاول أن يجد حلًّا.
لكن نحن، كان يكفينا أن نحاول، ويكفينا أن نسعى. فدعونا نخدم أهلنا الفقراء والضعفاء بما نستطيع ليبقى وطننا منيعًا وقويًا.
جاء في الآية 9 من العهد الجديد: “وَلكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ”.