إنت شفتهم بس أنا سمعتهم وشفتهم

حدثت هذه القصة أواخر شتاء العام ١٩٨٦ قبل أشهر من تحرير موقع الحقبان وغنم ملالة ام ١١٣ وكل أسلحته بعد عملية مظفرة في ١٠ ايلول ١٩٨٦ اسميت بعملية “ثأر الحسين (ع)”، وأدت لاحقًا إلى إجبار العدو وعملائه على الانسحاب من الموقع الاستراتيجي بعدما ذاقوا الويل في قاطع العمليات الذي كان يديره الشهيد القائد الحاج سمير مطوط (الحاج جواد)، حيث جرت مجموعة من العمليات العسكرية والاعمال والاجراءات التكتيكية التي كان طابعها الرئيسي حرب الادمغة بين المقاومة والعدو.

قُبيل إحدى المهمات وصلت معلومات للقيادة ومنها للقائد السعيد الحاج جواد أن جنود العدو وحدهم فقط ينتشرون في الموقع ويموهون أنفسهم بطرق عديدة، منها أنهم يرتدون البزات “البدلات” العسكرية المخصصة لجيش العملاء والتي تختلف عن البزات الاسرائيلية.

قرر الحاج جواد تأكيد المعلومة على عادته التي يعرفها كل من عملوا معه، فقام بالاستطلاع بنفسه وأجرى مسحاً للموقع ومحيطه وتأكد من عدة امور تكتيكية وعملانية وتأكد أن الموقع خال من العملاء ويعج بجنود العدو.

بعد انجازه المهمة بنفسه -علمًا أنه كان قائد المحور- عاد إلى المنطقة المحررة وتواصل فوراً مع المرصد المؤثر من ناحية الرؤية والاشراف على الموقع واخبر طاقمه بأن “الاسرائيلي” فقط منتشر الآن في الموقع. وطلب تكثيف عمليات رصد الموقع والمحيط وعناصر تكتيكية أخرى لا داعي لذكرها في هذه العجالة بالتفصيل.

مسؤول وعناصر المرصد -الذين كانوا يرصدون بالرؤية عناصر ترتدي ثياب العملاء تقترب من الساتر او تصعد عليه- حاولوا تصحيح معلومات الحاج بأن الانتشار في الحقبان هو لعناصر العملاء. وقال المسؤول: “حاج أنا شفتهم هول عملاء”، فابتسم الحاج جواد قائلاً: “انتي شفتهم عملاء صح بس أنا سمعتهم وشفتهم هول إسرائيلية”. عندها عرف الأخوة أن الحاج الذي غاب يوماً عن السمع وأوكل القيادة لنائبه كان في مهمة استطلاع ونام على ساتر موقع الحقبان بين كفرا وياطر وأتى بهذه المعلومة القيّمة عسكرياً وعملانياً.

فسلام على المعلم الحي في رحلته العظيمة إلى معشوقه أبي عبد الله الحسين (ع) كما أراد، وإن لله عبادًا إذا أرادوا أراد.

  • في العاشر من أيلول من العام 1986، نفذت المقاومة الإسلامية عملية نوعية في موقع الحقبان المطل على كفرا وياطر وعدد من البلدات المحتلة، ما أدى إلى مقتل ٢٠ صهيونيًا واغتنام ملالة تجول بها المقاومون في قرى الجنوب. وقد ارتقى للمقاومة الشهداء رضا حريري ومحمود قاروط ومصطفى عبد الكريم.
اساسيالجيش الاسرائيليتلة الحقبانجيش لحدكفراياطر