على الرغم من طول مدة التفاوض وما تبعها من مناوشات عسكرية واشتباكات متقطعة ومع دخول عدة جهات على خط التفاوض تم أخيراً تنفيذ الجزء الأهم من اتفاق التسوية في درعا، حيث دخلت وحدات الجيش العربي السوري والقوى الأمنية خلال الساعات الماضية إلى جميع أحياء درعا البلد برفقة وجهاء عشائر درعا للقيام بعمليات تمشيط وتفتيش للمنازل بحضورهم، إضافة لتثبيت نقاط عسكرية، وتسلم خارطة توزع الألغام التي زرعها المسلحون في فترة سيطرتهم على المنطقة.
وقد سبق ذلك دخول قوات من الشرطة العسكرية الروسية إلى أحياء درعا البلد للإشراف على تطبيق «اتفاق التسوية».
المصادر أكدت أن المجموعات المسلحة الرافضة للتسوية بقيت متحصنة في منطقتي طريق السد والمخيم، وأعلنت عدم قبولها بأي اتفاق مع استمرار انعقاد اجتماعات عدة بين اللجنة الأمنية والعسكرية وممثلي الوجهاء والعشائر بحضور الجانب الروسي، لتسليم المسلحين أنفسهم وأسلحتهم في المنطقتين، قبل الانتقال إلى الحل العسكري.
وقد بلغ عدد الأشخاص الذين قاموا بتسليم أنفسهم قرابة 900 شخص، من بينهم متخلفون عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، ممن سيلتحقون بوحداتهم دون أي توقيف.
تسعى الدولة السورية إلى تنفيذ حل سلمي يحقن دماء السوريين ويمنع أي تدهور للحالة الأمنية في المنطقة الجنوبية فيما لا يزال بعض قادة المسلحين مرتهنين للخارج لتنفيذ أجندة غربية هدفها خلق حالة من انعدام الأمان في المنطقة لما لها من أهمية استراتيجية في المرحلة القادمة خاصة في ظل تفعيل معبر نصيب الحدودي وإعادة تفعيل الطريق بين الأردن وسورية والذي سينعكس بشكل ايجابي على الواقع الاقتصادي.