العدوان الإسرائيلي المتكرر على سورية… متى تدق ساعة الرد؟

اعتادت سورية بين الحين والآخر أن تستيقظ على خبر صباحيّ مفادهُ “دفاعاتنا الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي” كانت آخرها اليوم على دمشق وحمص. والسؤال الذي يلقي بظلاله بعد كل صدمة هو: أين الرد السوري على تلك الاعتداءات المتكررة؟!

إذا أردنا بحق النهوض من سباتنا والإجابة عن هذا السؤال علينا أن نهد جدار الصمت المطبق ونقتح حواراً شفافاً جاداً مع أنفسنا نحن السوريين، نطرحُ فيه العديد من الأسئلة الجوهرية أولها ما الهدف من تلك الاعتداءات وأي رسائل تحمل؟ هل تريد إسرائيل فتح جبهة الحرب ضد سورية أم أنها لا تأبه بأي ردةِ فعلٍ محتملة من قبل سورية؟ إذا كان كذلك فلماذا إذاً تحدثت القناة 20 الإسرائلية عن قلق إسرائيلي من تدريبات نادرة للجيش السوري قرب جبل الشيخ؟، فإذا عرفنا ما الهدف عرفنا كيف نصنع رداً يضرب الهدف أي يمنع تحقيقه. ثم لنفكّر في السؤال الآخر: من يتحمل مسؤولية الرد؟ هل هو قرار المؤسسة العسكرية وحدها ؟ أم هو قرار كل مؤسسات الدولة؟ أم هو قرار شعبي بامتياز تؤيدهُ مؤسسات الدولة؟

قبل الحديث عن قرار رد أو ردع علينا أولاً الحديث عن قرار الرفض، عن اتخاذ الموقف الجاد، عن كلمة لا جماهيرية تعبوية جمعية. علينا أن نسأل أنفسنا نحن السوريين هل لدينا موقف حقيقي مستنكر ورافض للاعتداءت الإسرائلية على أراضينا والتي تخلف وراءها شهداء وهدم أبنية وانتهاك سيادة؟ إذا كان لدينا هذا الموقف الوطني الكبير كيف نعبر عنه؟ هل نفعل ذلك من خلال منظماتنا واتحاداتنا ونقاباتنا وأحزابنا بشكل رسمي وجماعي بحيث يحدث ثقلاً في الموقف الشعبي ويشكل رأياً عاماً تحسبُ لهُ حساباته؟

حين صدر بالأمس قرار منع استيراد الكاجو، بغض النظر عن صوابيته من عبثيته، رأينا أن الكثيرين من أبناء الشعب جندوا صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لاتخاذ موقف اتسمَ بالطابع الهزلي أخذ مساحةً لا بأس بها من تفكيرنا ووعينا وجهدنا ووقت فراغنا، فما بالنا نلتزم الصمت حين يتعلق الأمر بحدث بحجم العدوان الإسرائيلي على أراضينا وسيادتنا حيثُ لا نملك إلا إلقاء اللوم على جهة دون أخرى متنصلين من المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً، معتبرين أن اتخاذ الموقف فرض كفايةٍ إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر وكلنا نعتبر أنفسنا البعض الآخر منتظرين حديث البعض؟

إن اتخاذ الموقف والتعبير عنه بقوة تحدثُ زخماً عبر الجهات التمثيلية ليس فقط بما يخص العدوان الإسرائيلي بل بكل القضايا الوطنية والمصيرية هو مسؤولية كلِّ سوري داخلَ وخارجَ سورية، كلٌّ حسب موقعه وبأدواته المتاحة والمناسبة بحكمةٍ واقتدارٍ وشجاعة. بذلك فقط نكون قادرين ليس فقط أن نرد بل أن نردَّ ونردع.

اساسياسرائيلسورية