أهم قتيل صهيوني في حرب تموز: ايمانويل مورينو: “قبر” بلا صورة!

رغم مرور 15 عامًا على مقتل المقدم الصهيوني ايمانويل مورينو، في لبنان، خلال الايام الاخيرة التي تلت وقف إطلاق النار في نهاية حرب تموز 2006، لا زالت الرقابة الصهيونية بأمر عسكري تمنع نشر صورته بسبب “حساسية منصبه” وتأثير ذلك “على الامن القومي”، لذلك يسمح بنشر صور قبره فقط وتمويه وجهه في الصور التي قد يسمح بنشرها مع زملائه!

منذ عامين جرى حفل تأبين له في ذكرى مصرعه، وخلاله تم بث تسجيل صوتي له بعد اذن قيادة العدو ورقابته العسكرية، وقد تزامنت الذكرى مع تدشين نصب تذكاري له. وكانت بلدية عسقلان قد أطلقت اسمه على احد شوارعها الرئيسية، كما تم تأسيس جمعية خيرية تحمل اسمه، إضافة الى ذلك حصل على عدد من الاوسمة واشارات التكريم والنصب التذكارية نظرًا الى أهميته ودوره.

ولد مورينو في فرنسا في 17 تموز 1971 لأمه “سيليفا” وهي يهودية تونسية ولأبيه شلومو اليهودي المغربي. بعد ذلك بسنة هاجرت العائلة الى فلسطين المحتلة.

انتسب ايمانويل الى جيش العدو في العام 1990 حيث خدم حتى مقتله في العام 2006 في إنزال بوداي غرب بعلبك.

خدم مورينو في وحدة “سييرت ماتكال” التي تُعتبر نخبة القوات الخاصة في جيش العدو، وأدى مهمات متعددة وفائقة الاهمية والحساسية لعل أبرزها اختطاف الحاج أبو علي الديراني في عملية أطلق عليها العدو اسم “اللدغة السامة” كاسم رمزي. لذلك يبدو انه قد “تخصص” في منطقة بعلبك والبقاع التي لقي مصرعه فيها. وتسري مقولة غير رسمية انه عمل سابقًا كجاسوس مندمج في منطقة البقاع اللبناني بصفة مزارع، لذلك يحظر العدو نشر صوره لما في ذلك من كشف لخطة العدو وأساليب عمله ما يشكل تهديداً له ولأمنه القومي.

ارملة مورينو وأولاده

وعلى الرغم من أن جيش العدو لم يفرج بشكل رسمي عن معلومات عن الإغارة التي قُتل فيها مورينو فقد نشرت وسائل الإعلام الصهيونية بعض “التسريبات”! وبحسب وسائل الإعلام فإن مورينو وفريق الكوماندوز المؤلف من حوالي مائة فرد هبطوا في منطقة “بوداي” بطائرتي هليكوبتر من طراز يسعور مع اثنتين من عربات الهمفي بعد أن تنكروا بلباس الجيش اللبناني، وكانت مهمتهم مهاجمة هدف ما لحزب الله في البقاع.

تم اكتشاف فريق الكوماندوز من قبل المقاومة وتلا ذلك معركة ضارية. قتل مورينو وجرح ضابطان. وقد أدت كثافة الدعم الجوي من الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية إلى منع تعزيزات المقاومة من الوصول إلى مكان المعركة أو تطويق الكوماندوز. وقد تم استخراج الكوماندوز مع جثة مورينو والاصابات الأخرى بعد قتال مطول. وكل ذلك بحسب تسريبات اعلام العدو.

على مر سنوات خدمته خضع إيمانويل مورينو لمستوى عال من التدريب وترقى حتى وصل إلى رتبة عقيد، وهي الرتبة التي مُنحت له شخصيًا من قبل الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية اللواء الصهيوني أهرون زئيفي فركش. وبما أن هذه الرتبة تساوي رتبة قائد سييريت ماتكال وهو دور لم ينجزه مورينو فقد اعتبر ذلك حدثًا استثنائيًا.

مورينو مع بدو سيناء

القائد السابق للماتكال هرتسي هليفي وصف طابع إيمانويل الفريد كمقاتل في الجيش الإسرائيلي: “إذا كان الجيش الإسرائيلي هو أفضل جيش في العالم فإن ماتكال هي أفضل وحدة في جيش الدفاع الإسرائيلي وإيمانويل هو أفضل جندي في الوحدة. ومن ثم فإن إيمانويل هو أفضل جندي في العالم”. وقد قال هيرزي هاليفي هذا الكلام عندما كان إيمانويل لا يزال على قيد الحياة. وقال آفي ديختر -وزير سابق للأمن الداخلي خدم أيضًا في ماتكال- إن إيمانويل كان رأس الحربة في وحدته “وهو قوة النخبة في قوة النخبة”.

والجدير ذكره أنه خلال الفترة الأخيرة برز حادثان مرتبطان بمورينو في الكيان الصهيوني. الأول قبيل الانتخابات الصهيونية منذ مدة حين تم الكشف عن مقطع فيديو لنفتالي بينيت يسخر فيه بطريقة عنصرية من مورينو رغم أنهما كانا يعملان معاً في قوات نخبة العدو.

في المقطع يظهر بينيت يقول عن مورينو: “لم يكن متفوقًا… كان يأتي بالمركز الثالث بين المتسابقين… كانت نتيجته متواضعة… كان مجرد مغربي صغير”!

مورينو وبينيت

المقطع يومها أثار ضجة وردود فعل متباينة، وكان لافتاً موقف أرملة مورينو، التي تزوجت بعد مصرعه بسنتين، إذ أيدت بينيت ودعته لتشكيل الحكومة! وقد رجحت مصادر اعلامية أن تكون جهات استخبارية قد سربت كلام بينيت لصالح نتنياهو لضرب صدقية الأول قبيل الانتخابات.

الحدث الثاني حين أعلنت وسائل اعلام صهيونية أنه بعد حوالي ثلاثة عقود من الضياع تم العثور على قطعة سلاح “ضاعت”! من قوة كوماندوس صهيونية بعد مداهمة منزل الحاج مصطفى الديراني في منطقة البقاع، شرقي لبنان، حين اعتقلته وصادرت منه وثائق وحاجات ولوازم حربية من بينها اربع قطع سلاح. ولكن بعد الوصول إلى فلسطين المحتلة تبين أن واحدة من تلك القطع مفقودة!

قطعة السلاح المسروقة من منزل الديراني التي عاد مورينو وسرقها

بحسب مذكرات بعض أعضاء الكوماندوس فإن الشبهات حامت يومها حول “ايمانويل مورينو” بطل الكيان القومي، لكنه أنكر ذلك. وفي وقت لاحق أسرّ مورينو إلى أحد أصدقائه أنه خبأ تلك القطعة خلف غرفة الطعام في مقر وحدتهم العسكرية. ومنذ مدة اتخذت قيادة العدو العسكرية قرارًا بنقل مقر الوحدة الى قاعدة جديدة في جنوب فلسطين المحتلة. وخلال الأشغال تم العثور على القطعة المفقودة بعد أن “اكل الدهر عليها وشرب”! على كل حال من سرق وطنًا من أهله ليس صعبًا عليه أن يقدس سارقًا.

أختم بنقل مقولة يرددها الصهاينة نقلا عن لسان مورينو حول العرب: “ليس هناك أي فرصة للتوصل إلى سلام مع العرب (…) الطريقة الوحيدة للتعامل مع العرب هي القوة. وعندما نحاول أن نتعامل معهم بطريقة غربية وليس عربية، فإننا نخطئ”.

اساسياسرائيلالبقاعحرب تموزحزب الله