مع اقتراب الفصل الاخير من حرب تموز ٢٠٠٦ كان العدو يحاول الإلقاء بثقله لتحقيق نصر ولو رمزي يحفظ له ماء وجهه بعد خروجه مذمومًا مدحورًا من لبنان في العام ٢٠٠٠ من دون اي حفظ لهيبته ولو بشكل رمزي او شكلي كما تشي بفظاظة كتابات الكثير من الصهاينة.
تقول مصادر العدو إنه في الايام الأخيرة من حرب تموز دفع العدو بقواته بأعداد غير مسبوقة منذ حرب العام ١٩٧٣ ليحقق تقدم الساعات المتبقية حتى بلغ عدد جنوده في الميدان حوالي ٣٠ الف جندي في مساحة محدودة نسبيًّا مع انه أطلق عمليته في اوائل الحرب بعشرة آلاف جندي.
وفي ذروة التخطيط الصهيوني برز تخبطه مع كيل المقاومة ضربات عدة فوق رأسه من حيث لا يحتسب، كما في عمليات كاراج دبل ومواجهات مشروع الطيبة وعيتا الشعب ووادي السلوقي واسقاط مروحية يسعور في وادي مريمين، قبل افتتاح مقبرة الميركافا في وادي الحجير.
وقد افصحت مصادر العدو عن سقوط ١٥ قتيلًا من نخبة جيش العدو في مواجهات يوم واحد، ما جعل نائب رئيس حكومة العدو يومها، شيمون بيريز، يخلد تلك المقتلة بقوله: “إنه اليوم الأصعب في تاريخ جيشنا”، بعد ورود انباء العملية في بلدة دبل في قضاء بنت جبيل، ومع سقوط قتلى للعدو في اماكن متفرقة من الجنوب اللبناني يومها.
يتحدث موقع جيش العدو عن واقعة قرية دبل بصفتها واحدة من المعالم البارزة في “حرب لبنان الثانية” بحسب التسمية الصهيونية، وقد كانت ضحيتها الفرقة ٩٨ من لواء كرملي الاحتياطي.
ويتابع موقع جيش العدو أن تلك القوة تقدمت سيرًا على الاقدام عبر السياج الحدودي لمدة ٤ ساعات نحو قرية دبل التي وصلتها عند الفجر لتتمركز فيها استعدادًا للتقدم في الليلة التالية نحو قرية رشاف المجاورة.
وبحسب موقع الجيش الصهيوني فقد تم ارسال احدى سرايا اللواء الاحتياطي نحو منزل معزول مؤلف من طابقين، وكان الطابق العلوي مشغولاً بالفعل من قبَل جنود صهاينة من سرايا أخرى، فبات المنزل مزدحمًا، بكل ما للكلمة من معنى، بعشرات من جنود الاحتلال الذين ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من قبضات العين الساهرة التي كانت بالمرصاد.
يزعم موقع صهيوني أنه تم توجيه تعليمات صارمة للجنود بعدم التحرك وعدم فتح النوافذ وعدم الخروج من المنزل تحت أي ظرف ولو لقضاء الحاجة، لكن الاكتظاظ وحرارة منتصف آب دفعت بعض الجنود الى تجاوز الاوامر والخروج لاستنشاق الهواء وقضاء حوائجهم. وطبعًا بحسب كلام الموقع الصهيوني الذي تابع زاعماً أنه قبيل ظهر ذلك اليوم تلقت استخبارات العدو العسكرية تقارير من فرع التنصت على حزب الله تفيد أن مقاتلي الحزب يتحدثون عن وجود جنود صهاينة في ذلك المبنى بالتحديد حتى أنه ورد تقرير آخر يحدد صفات بوابة ذلك المبنى بالذات: “باب ازرق عريض من الصفيح” أي باب الطابق السفلي المعروف بأنه “كاراج”! وضمن تلك التقارير ورد تقرير عن طلب الاوامر بإطلاق صاروخ على المنزل! وكل ذلك طبعًا بحسب رواية صهيونية قالت إنه تم الطلب بنقل تلك المعلومات إلى القوات الميدانية المتواجدة في المنطقة و”لكن عملياً لم تصل هذه التقارير إلى ضابط عمليات الكتيبة، ولم يتم احالتها إلى السرايا في أي حال من الأحوال”.
عند الساعة الواحدة والدقيقة الثالثة والعشرين من ظهيرة ذلك اليوم انطلق صاروخ اول من جهة قرية حنين ليصيب الطابق الأرضي موقعًا عددًا من الاصابات بين قتيل وجريح، فهرع الجنود لنجدة زملائهم، ولكن بعد حوالي ٥ دقائق اصاب صاروخ آخر محيط المنزل من جهة مدخله حيث اجتمع الجنود والمسعفون مع الجرحى والقتلى، لتنجلي العملية عن سقوط ٩ جنود قتلى و٢٩ جريحًا بحسب ما أقرّ به موقع جيش العدو.
والقتلى هم:
- الرائد ناتي ياهاف (قائد الوحدة).
- الكابتن يوني شموكر.
- الرائد آشر نوفيك.
- الرائد العاد دان.
- الرائد جلعاد زوسمان.
- الرائد عدي سليم.
- الرائد ناؤور كالو.
- الرائد عيدان كوبي.
- الميجور بنيامين سيلع.
وتذكر مصادر العدو أنه بسبب كثافة القصف وشدة الاشتباكات لم يقم جيش الاحتلال بالاستعانة بالمروحيات لنقل قتلاه وجرحاه بل تم نقلهم حملًا على الأكتاف وسيرًا على الاقدام نحو السياج الحدودي مع فلسطين المحتلة، حتى أن احد جرحى العدو (بنيامين سيلع) لفظ أنفاسه قبل عبور الحدود بلحظات بسبب خطورة اصابته بعد عملية إخلاء ميدانية استغرقت بين ثلاث وأربع ساعات!
طبعًا الرواية الصهيونية تشوبها شوائب عدة لكنها تبين حجم تلك العملية ومدى فداحة البصمات التي تركتها واقعة كاراج دبل في جيش العدو من ناحية الخسائر البشرية وضرب عقيدة التفوق الصهيوني لا سيما في المجال العملاني والاستخباري.