مقاومتنا.. ما رأينا منها إلا جميلًا

بعد أن ضاقت الأحوال وانقطعت سبل العيش في هذا البلد الذي يفتقر أبناؤه الى أدنى مقومات العيش، خرج الجميع مطالبين بلقمة عيشهم، يطالبون الدولة والسياسيين ورؤساء الأحزاب الذين لا يتذكرون مناصريهم إلا في مرحلة ما قبل الانتخابات ليحصلوا على الكم المطلوب من أصوات الناخبين كي يحافظوا على مقاعدهم النيابية التي تخوّلهم الاستمرار في النهب والسرقة والمحاصصات التي اعتادوا عليها.

لكن بيئة المقاومة، خرجت صارخةً “وينك يا سيّد”، وهذا السؤال على قدر المحبة والأمل. بيئة المقاومة تعلم بأن السيد ليس مسؤولًا ولا بمقدار صغير عما نعانيه، فهو لم ينخرط بالـ”سيستم”، كذلك لم ينخرط سياسيو حزبه في المحاصصات والسرقات التي تكاد تكون ثابتة من ثوابت العمل السياسي في لبنان.

 الناس لا يرون في السيد سوى الأب العطوف الذي قدّم ابنه قربانًا للوطن. لكن وبعد أن فشل المحرضون في ضرب المقاومة وأهلها بسحرهم لإبعاد البيئة عن نهجها، بدأووا في حياكة المؤامرات الطائفية لإشعال الفتنة في البلد وتحميل هذا الحزب المسؤولية، فكانت حادثة خلدة ثم تلتها حاصبيا، خير دليل. لكن السحر انقلب على الساحر، وكانت رب ضارة نافعة؛ فهؤلاء الذين “عتبوا” على القيادة، ذاك العتب النابع من الثقة والحب، قد رأيناهم في أول الصفوف المدافعة عن المقاومة في الحادثتين المذكورتين.

إن أبناء هذه البيئة ولو عاتبوا في لحظة قهر، إلّا أن قلوبهن ونفوسهم مجبولة بحب المقاومة وسيّدها، وهم مستعدون دائمًا للدفاع عنها بكلّ ما لديهم من بيوت وأموال ونفوس وأهل ودماء عندما يدق ناقوس الخطر.

لقد أدّت الحادثتان الأخيرتان دورًا هامًا جدًّا في التأكيد مجدّدًا على طينة هذه البيئة الطيبة ووفائها، والتفافها حول سيّدها وقيادته.

غدًا، حين تقترب الانتخابات النيابية سيحتاج الجميع الى حملات انتخابية بملايين الدولارات لشدّ عصب ناخبيهم الذين تخلوا عنهم عندما غاب الدعم المالي. أما قيادة المقاومة، فلن تحتاج لحملات جذب، فالعقيدة ثابتة لدى الناس، وحب السيد يغمرهم، هم معه في الحرب والسلم والجوع والرخاء، ولا يغيرهم شيء مع تبدّل الأماكن والأزمان.

إنّ هذه البيئة التي يشهد لها العالم أجمع بصبرها وبصيرتها، يراهن عليها السيد نصر اللّه اليوم كما السابق، بحزبه الأكبر والأقوى في المنطقة. لقد شبّه السيد صبر هذه البيئة بصبر زينب (ع) تلك المرأة التي قدّمت جميع أهل بيتها ثم وقفت وقالت ما رأيت إلّا جميلًا.

فعلى ماذا تراهنون؟ ولِمَن تحوكون المكائد؟ رهاناتكم خاسرة ومؤامراتكم باطلة. لم نرَ إلّا جميلًا ولن نغيّر موقفنا. مقاومة مقاومة مقاومة حتّى ينقطع النفس.

خاصلبنان