أثيرت نقاشات شيعية/شيعية حول أولوية الكهرباء، أهي للمجلس العاشورائي أم للمنازل؟ نعم الحسين عليه السلام يعز عليه أن يرى فقيرًا أو محتاجًا، وهكذا كان طوال حياته، وقد ضحى بنفسه لأجل رفع الظلم، الظلم المعرفي والروحاني والأخلاقي والمادي والمعيشي.
ذكر الحسين هو الذي يبقي في قلوبنا الحب والمعرفة ورفض الظلم والكرامة، ولأجل ذلك له الأولوية، لأننا إذا تخلينا عن هذه الصلة مع منشأ الكرامة ومعدنها وأصلها، فإننا سنخسر سندًا معنويًا ومنبعًا يدفعنا إلى مواجهة الظلم.
الكرامة شاملة للوجود والدفاع عن النفس وكذلك للعيش الكريم وعزة النفس والعفة والترفع وتحصيل المعاش من غير ذل، وكذلك الكرامة في تكريم الذي سمحت نفسه بمهجته، فإن عميت القلوب عن رؤية جماله، فستهوي، كما جرى طوال التاريخ، نحو عيش كالمرعى الوبيل، من دون أي مصباح يهدي الطريق.
حب الحسين ليس معالجًا مباشرًا للمشكلات، لكنه مشعل اذا فقدناه نحن المستضعفين، سنفقد الأمل والثبات وإمكانية الصمود في مواجهة المستكبرين، وكذلك سنفقد القدرة على مواجهة الحصار، فالحسين سيد الشهداء كان محاصرًا حتى النفس الأخير، فهو مثالنا الأعلى.
مجالس العزاء شفاء للصدور والقلوب، حقيقةً يشعر فيها الإنسان بالتطهر من الآلام والآثام، ويتحرك قلبه ويشعر بالطمأنينة والراحة والسكينة، ولذلك نعطيها أولوية لأنها خير معين على شظف الحياة وخشونة الزمان.
مجالس النفاق موجودة، ومجالس الصالحين موجودة، مجالس المنزهين المضحين معروفة وموجودة، هي الأساس والانحراف استثناء وهو معروف كذلك. القول إن المجالس واحدة، وتحميل أهل المجالس مسؤولية مشكلة الكهرباء، غير واقعي.
لقد باع الكوفيون الحسين عليه السلام لأجل المال المتأتي من نخيل الكوفة، لأنهم لم يصبروا ولم يثبتوا حتى يحصلوا على الحكم العادل للحسين وتخلوا عنه في وسط الطريق. لم يعطهم عبيد الله بن زياد شيئًا ونكث بوعده لهم. التخلي عن الحسين يعني التخلي عن حق الحياة.
الكهرباء التي يتم توفيرها لمجلس عاشورائي في كل قرية أو محلة، لا تكفي إذا وزعت على الناس إلا لقلة قليلة جدًا، ولا يمكن تخصيص فئة دون أخرى، ولأن للمجلس أولوية، تذهب المخصصات القليلة إليه، في عشرة أيام من العام، ليس إلا، فلا ظلم في ذلك.