طوال السنوات الماضية، كان يُنظر لسلاح الجو في جيش العدو الإسرائيلي على أنّه الأقوى في الشرق الأوسط ولا منازع له، قادرٌ على حسم المعارك والحروب، حتى جاءت حرب تموز/يوليو 2006، لتظهر مدى ضعف السلاح في تحقيق الحسم في المعارك وفشله في تحقيق الأهداف المعلنة.
القطع المشاركة في الحرب
بعد عملية الأسر، أصدر قائد فرقة الجليل “غال هيرش” أمرًا بتنفيذ خطة “البعد الرابع”، والتي تتضمن هجومًا واسعًا بالنيران على مواقع “حزب الله” في كافة أرجاء الجنوب اللبناني مع التعليمات بهدم الجسور القائمة فوق نهر الليطاني من الجو، ليبدأ سلاح الجو رسميًا بعملياته قبل إعلان مجلس الوزراء المصغر عملية “تغيير الاتجاه”.
شاركت جميع القوات الجوية في الحرب بمجموع 30 سربًا جويًّا و70 طائرة من مختلف الطرازات. شملت القوات المشاركة المقاتلات من مختلف الأنواع “F-15 بكافة طرازاتها” بأسرابها الأربعة “106، 601، 69، 133” ومقاتلات الـ “F-16 المختلفة” بعدد أسراب بلغ ثمانية أسراب “101، 105، 116، 140، 107، 119، 115، 253”. وفي طائرات الاستطلاع غير المأهولة شاركت كُلّ من “1Heron” و”Skylark” بالإضافة لـ “Hermes 450″ و”Searcher” من “السرب 200”. وكان للمروحيات بأسرابها السبعة “114، 118، 160، 124، 113، 190، 161” مشاركة في عمليات النقل والهجوم والإسناد. وفي الجانب غير القتالي شاركت طائرات الإنذار المبكر والحرب الإلكترونية “Boeing 707، G550” بالإضافة لطائرات النقل والتزود بالوقود جوًا “Kc-130h، C-130E”. وبلغ عديد القوات الجوية المشاركة والاحتياط 30 ألفًا.
توزعت الأسراب والطائارت على عدة قواعد ومطارات عسكرية “Ramat David، Sde Dov، Tel Nof، Palmachim، Tel Nof، Hatzerim، Ramon، Nevatim، Ovda” معظمها في القسم الجنوبي من الأراضي المحتلة مقسمة على منطقتين إدارة شمالية وجنوبية. يقع مقر القيادة الجوية الشمالية في قمة جبل ميرون في شمال فلسطين المحتلة، في حين يقع مقر القيادة الجنوبية في صحراء النقب، في منطقة تسمىmitzpe ramon حسب التسميات الصهيونية وتعتبر أعلى قمة في جنوب فلسطين المحتلة.
العمليات العسكرية
كان قائد الأركان في جيش العدو “دان حالوتس”، قائدًا للقوات الجوية منذ عام 2000، وقد اعتبر الضابط الوحيد من سلاح الجو يشغل أعلى منصب في جيش الاحتلال، وقد أعطى الضوء الاخضر في الأيام الأولى لسلاح الجو لاستهداف بنك الأهداف على كامل الأراضي اللبنانية لتدمير الترسانة الصاروخية من صواريخ متوسطة وطويلة المدى “فجر 5، وزلزال”. بلغ عدد الطلعات الجوية في الأيام السبعة الأولى من الحرب ما يقارب 2000 طلعة جوية (بلغ إجمالي الطلعات الجوية 18900 طلعة، 62% منها غارات عبر المقاتلات الحربية) وغارة شملت جميع الأراضي اللبنانية من بنى تحتية من طرقات وجسور ومنشآت الكهرباء والمياه التابعة للدولة بالإضافة للأبنية السكانية. كانت الأوامر العسكرية تقضي بعدم التحليق تحت ارتفاع 12000 قدم للبقاء في المنطقة الآمنة لعدم تمكن الاستخبارات العسكرية من معرفة قدرات المقاومة الدفاعية. استهدف العدو – بحسب أرقام وزارة الحرب – 7000 هدف 43% منها مبانٍ سكنية مأهولة وفارغة وبنى تحتية فيما توزعت باقي الاعتداءات على الأراضي الزراعية والحرجية ومناطق محتملة لإطلاق الصواريخ. بحسب الإحصائيات، سجلت حرب تموز/يوليو 2006، سابقة في كيان العدو لكونها الحرب الأكثر استخدامًا للهجمات الجوية التي حدثت في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي.
لم تتمكن الهجمات الجوية من الحد من إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة كما كانت مقررة قبل إطلاق العملية البرية، وسجلت فشلًا كبيرًا أثّر على سير المعارك طيلة 33 يومًا من القتال ليُقال في معظم الأوساط إن حرب إسرائيل الثانية في لبنان تمثل “فشلًا في القوة الجوية”.
الخسائر الجوية
سجلت حرب تموز/يوليو 2006، 5 حوادث تحطم لمقاتلات ومروحيات. ففي 19 تموز، تحطمت مقاتلة من طراز F-16 أثناء إقلاعها من “قاعدة رامون” للقيام بهجمات جوية، تبعها تحطم لمروحيتين من طراز “Ah-64a peten” المعروفة باسم “أباتشي” في منطقة “رامات نفتالي” شمال فلسطين المحتلة بعد اصطدامهما ببعضهما بعضًا يوم 20 تموز. بعدها بأربعة أيام، 24 تموز، تحطمت مروحية “أباتشي” ثالثة عند الحدود مع فلسطين المحتلة. الحادثة الأخيرة حصلت في 12 آب/أغسطس، حين أسقطت المقاومة الإسلامية مروحية من طراز ” Sikorsky CH-53 – يسعور” فوق منطقة “ياطر” جنوب لبنان.
بعد انتهاء الحرب، قررت قيادة سلاح الجو إجراء تغيير جذري في تكتيكات سلاح الجو بعد الفشل في حسم المعركة مبكرًا دون الحاجة لدخول القوات البرية فيها. ومنذ عام 2006، يقوم العدو الإسرائيلي بتحديث دائم لأسرابه المقاتلة والعملية كشراء طائرات جديدة ضمن مهمات الحرب الإلكترونية والضبط والسيطرة (منصات G550 Eitam ومنصات G550 Shavit) ومقاتلات الجيل الخامس “F-35I Adir” النسخة الخاصة بالعدو الإسرائيلي).