اربط جأشك يا مارسيل.. فالآتي أعظم!

ما أفصح مارسيل غانم إن حاضر بالعفّة، والشيء بالشيء يذكر! وما أقبح أن يقرأ المذيع نصًّا يُراد منه أن يكون هجومًا شرسًا، فيُذهل الناس بين صورتين تحضران فورًا إلى الذهن: صورة المبتلى بالفضائح ولا يستتر، وصورة الناقل لإفلاس مشغّليه، مرآة حِيرتهم واستشعارهم للهزيمةً.

أبالقتل تعيّرنا يا ابن Mtv؟ ألم يخبرك عنّا من كتب لك ما قرأت متلعثمًا؟ ألم تسمع يومًا عن قوم “كرامتهم من الله الشهادة؟”. دعنا من جهلك المتراكم، ومن عقدك الظاهرة والتي أنتجت ما يقال وما لا يقال من الشّين على كلّ المستويات ولا سيّما الأخلاقية، ودعنا أيضًا من ركاكة الأداء وضآلة الأفكار والسيناريو المفكّك وأخبرنا: من قال لك إنّنا اتّهمنا Mtv بتحديد أهداف وتوجيه الاستهدافات؟ هل للصغار دور في التحديد والتوجيه؟ يبدو أن قصور العقل بلغ درجة متقدّمة فتسبّب بهذا المقدار من النرجسية. لا يا صغار الأدوات وأوقحها شذوذًا وطنيًا، وغيره، لم نعطكم أكثر من حجمكم الضئيل، وقولنا إنّكم شركاء بقتلنا لا يمنحكم شرف مواجهتنا، بل على العكس، هو يصنّفكم في إطار ضئيل كشرفكم ولا يليق إلا بمن رخص ثمنه حدّ بثّ ما ورد في التعليمة، تعليمة اختلاق الذرائع لتبرير ما سبق من العدوان، وما سيأتي.

قُصفت فروع القرض الحسن، وما شفي غليلكم بعد. والحقّ يقال، لن يشفى! فما قُصف سوى الحجر! والحجر يُبنى ويُستعاد. أمّا سمعتكم المهدورة على أقذر أرصفة المصارف فلا تُستعاد ولا تُبنى، بل تراكم سوءها ونتانة رائحتها إلى ولد الولد. وتاريخكم المشوّه بقاذورات رياض سلامة وعصابة المصرفيين لا يغسله الكلام “الثورجي” والاستعراضات التي لا تنطلي على طفل عاقل. ونراكم، بعين البصيرة نراكم، عصبة أذلّاء يوجعهم أنّ في البلد أصحاب كرامات. فالمبتلى بشرفه لا يوجعه شيء بقدر رؤية شريف يواجه ألف سيف وينتصر. قُصفت فروع المؤسسة التي دأبتم على استهدافها منذ أن أُوعز إليكم بذلك، ومن دفعكم إلى مستنقع الجهل والغباء هذا، لم يشرح لكم ماهيّة الجمعية وقانونية عملها، وإلّا لما تورطتم بالنطق جهارًا بهذا المقدار المدقع من الغباء!

ولأنّه لا بدّ من الضحك، أطلع مارسيل الجمهور على سرّ خطير، وعيّرنا به: وجود العملاء داخل مجتمع المقاومة. حسنًا. أغلب الظنّ أنّ كاتب السطور التي قام مارسيل بتهجئتها يفترض أنّه إذا أراد العدوّ أن يتجسّس على أهل المقاومة، سيزرع العملاء الميدانيين في مناطق نائية معزولة عنهم! قليل من الذكاء ليس مضرًّا، لمن كتب ولمن قرأ ولمن صفّق لِما سمع، فيفهم أنّ العدوّ يجنّد داخل البيئة المستهدفة المعادية وليس عند الآخرين، وأنّ هذه البيئة تلفظ العملاء وتتبرأ منهم وتطالب بمحاسبتهم بأشدّ العقوبات.

أمّا بعد، من نوائب الدهر، أن يخاطب مثلُنا مثلَه، لكنّها حرب اتّخذت من الإعلام ميدانًا، وشغّلت أبواق تحرّض ضدّنا وتهاجمنا، وتستشرس في استهدافنا الكلاميّ أكثر كلّما ضاقت على الحدود بالمشغّل سبل هزيمتنا! من نحن كي نعطي شهادات بالوطنية؟ نحن أهل الأرض، ترابها من دمنا صار خصبًا محمرًّا، ومن فيوض بذلنا بقيت بلاد تسمّونها وطنًا، وأنتم بوق ينطق ضدّ الأرض وضد الناس لصالح مشغّل تعرفونه جيّدًا، ولا حاجة له أن يزرع بينكم جواسيس تنقل له ما تفعلون. من نحن؟ نحن الذين نتفرّج منذ سنين عليكم بحكمة وترفّع وتعالٍ وأنتم تخوضون ضدنا كلّ أنواع التضليل والتحريض والكذب والاجتزاء والافتراء والتغريب. نحن الذين أجدنا دائمًا وما زلنا، أدبيات التخاطب وأساليب التعبير المحترمة وأنتم من يعيد تدوير قاذورات اللغة والأسلوب في فمه وينطق بها عساه يلوّث أبيضنا الناصع بالكلام. من نحن؟ نحن أهل الشرف الوفير، أهل البذل والتضحيات الذين تهدرون دمهم حقدًا وكراهية، ولا يخجلكم حتّى صوت النار، فتظنّون النار لحظة ضعف فينا كي تنهشوا لحمنا، لحمنا العصيّ على أسيادكم، وأسياد أسيادكم.

وبعد، في الفهم والمدركات والسواء النفسي والصحّة العقلية، لا شأن لنا في تقييم أحد، فشمس عقولنا ساطعة وطهر نفوسنا مشهود وما نعرف وندرك ليس بحاجة إلى شهادة من أصحاب العقول المؤجّرة والنفوس الملوّثة والمفاهيم والمدركات المشوّهة، بكلّ أشكال الشذوذ والانبطاح والتبعية. للحديث تتمّة، بعد النصر، وإلى ذلك الحين، اربط جأشك يا مارسيل، فالعقلانية تحتّم ألّا يرمي ساكن البيت الزجاجي الفاضح بيوتنا التي من حجر وشرف. والآتي من أخبار الميدان قد يُضطركم إلى مقدّمات أكثر حدّة، فلا تستنزف طاقتك في قراءة ما لا تفقه، وفي قول ما لا تدرك. للحديث تتمّة، حتمًا، وعلينا السلام ونصر الله وبركاته.

مارسيل غانمهام