قصّة عمامة الحسيني بقلم مَن شهدها

سطع نجم محمد علي الحسيني في السنوات الأخيرة، بعدما تبنّته السعودية وقدّمته في إطار مشروعها المعادي لحركات المقاومة، والمروّج للتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، على أنه “مفكر عربي معتدل ينبذ الطائفية”.لكن في الحقيقة، فإنّ الحسيني الذي تعتبر السعودية أنه “غنيمة” استطاعت ترويضه واختطافه من محور المقاومة، ما هو إلا “محاولة فاشلة” لفظتها الحوزرات وتلقفها ابن سلمان.
بعد حصوله على الجنسية السعودية، غرد الحسيني في 15 تشرين الثاني 2021: “أعاهد الله تعالى بأن أعمل بجد وصدق وإخلاص لخدمة بلادي العظيمة المملكة العربية السعودية… وأعد بالولاء حتى أنفاسي الأخيرة”، وهنا أصبح الحسيني، الباحث عن دور، خادماً في بلاط آل سعود، الذين يعتبرون أنهم حرموا به حوزات قم والنجف وحركات المقاومة على رأسها حزبالله، ثروة فكرية وقامة علمية.يكتب أحد الشهود على “مسيرة الحسيني العلمية والعملية”، فيقول إنه بعد سفره إلى قم بأقل من سنتين، كان الحسيني يجمع قصاصات من الإنترنت حول الماسونية ليقدمها ككتاب للحوزة لتصنيفه كمؤلف لكي لا يخضع لامتحانات الحوزة، ولم يحضر أي درس منتظم، بل كان يطلب من أحد المشايخ تدريسه المصطلحات السياسية لأن طموحه هو في العمل السياسي وليس الديني.
وفي زيارة لسماحة السيد حسن نصر الله إلى قم بعد شهادة السيد ابنه هادي، أحضر الحسيني ثياب الزي العلمائي والعمامة وجاء الى مكان استقبال الطلاب، وطلب من سماحته أن يعمّمه، ظهر الحرج على وجه سماحة السيّد، وقال له -بلطف- أليس باكرًا؟! نحن في النجف كنا نضع العمامة في بداية طلب العلم لأسباب وظروف كانت تشهدها البيئة الاجتماعية والحوزة، أما الآن فالأمر لا يستدعي ذلك..أجابه الوقح: صحيح أني لم أدرس إلا مدة قليلة ولكنّي درست ما يدرسه غيري في سنوات (وهو كاذبٌ يقينًا)، وأقسم عليك بدماء السيد هادي وعلي قشمر أن توافق..
بدا الحرج شديدا على وجه سماحة السيد، وخاف من كسر خاطره أمام الناس، فوافق وطلب منه أن يعتني بدرسه.. جلس الوقح بقرب سماحة المقدّس وطلب أخذ صورة له، وهي الصورة التي يتفاخر بعرضها اليوم، والتي على أساسها تعتبر السعودية أنها جنّدت كنز معلومات كان يوماً مقرّباً من الشهيد السيّد حسن نصر الله.
الحسيني، كانت له أهدافه الخاص، فبعد التقاط الصورة مع سماحة السيد، عمد إلى طباعتها بحجم كبير، وجاء في اليوم التالي وقال: أنظروا! ما الفرق بيني وبينه؟!ثمّ بدأت مسيرة هذا المسخ في الابتزاز وانتحال الصفات، تارة كقارئ عزاء في الغرب، يمرض كل أيام عاشوراء ثم يطلب البدل المالي، وتارة التحدث باسم الحزب في مسيرات يوم القدس في البحرين، وتارةً بالتواصل مع أجهزة المخابرات وتقديم نفسه كرئيس لمجلس عربي إسلامي وهمي أو تأسيس جمعية الهاشميين والتودد لملك الأردن للتقرب منه كابن عم، ثم التورط بالاتصال بالعدو وسجنه لسنوات في لبنان بتهمة العمالة، إلى استخدامه كعمامة مستأجَرة لمن يدفع أكثر..
هذا المنتحل لصفة علماء الدين وزيّهم، هو أحد مرضى الشهرة والمال، وقد باع كلّ شيء لخدمة الملوك والأمراء والمخابرات والاعتداء على مجتمعه وأهله. يختم أحد الشهود على “مسيرة الحسيني العلمية والعملية” بالقول: اضطررت لعرض القليل من سلوك هذا المسخ لمعرفة تاريخه ونواياه ووظيفته التي يتبناها أقذر خلق الله في دول الخليج المتآمرة على الإسلام والمقدّسات ودماء المظلومين..

اساسيالسعوديةالمقاومةلبنان