يمكن القول إن المنطقة برمّتها دخلت، من بوابة اليمن، مرحلة جديدة من تاريخ الصراع بين محور المقاومة وإسرائيل، خصوصاً بعد العملية الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة اليمني. وقد توعّدت صنعاء بردّ لن تتردد فيه عن ضرب الأهداف الحيوية الإسرائيلية، مؤكدةً أنها تُعِدّ العدة لمعركة طويلة مع إسرائيل، وتصنف منطقة تل أبيب “غير آمنة”، بحسب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع.
في نطاق أوسع من اليمن، وأقرب إلى فلسطين، رأى حزب الله في لبنان أن قصف إسرائيل لميناء الحديدة بمثابة “إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمتها”، واضعاً كامل ثقته في “القيادة اليمنية القادرة على اتخاذ الخطوات المناسبة والضرورية لردع هذا العدو وحلفائه الإقليميين والدوليين”.
بهذا، يكون المشهد المرتقب للمواجهة قد ازدادت حدته، خصوصاً وأن إسرائيل أرادت من قصف الحديدة توجيه رسالة إلى إيران أولاً، ومن ثم باقي أطراف المحور. وتدرك إسرائيل أن صنعاء سترد حتماً على استهداف الحديدة، لكنها حتى الآن تجهل حجم الرد اليمني وطبيعته.
بالتأكيد، سيعزز الرد اليمني المرتقب دور صنعاء كطرف في رسم خريطة التطورات في المنطقة انطلاقاً من جبهة الإسناد الفعّالة والمؤثرة في البحر الأحمر. ومعه، سيتحدد الموقف الأمريكي الغارق في جهود عسكرية مباشرة، تبدو عقيمة إلى الآن، لمحاولة تقييد قدرات القوات المسلحة اليمنية. في المقابل، تبدو السعودية أكثر القلقين من تطورات لن تتركها خارج حسابات الحاجة الأمريكية لتدخُّلها من جديد في اليمن، وقدرة الرد اليمنية وتداعياتها على مشروع ولي العهد محمد بن سلمان المستقبلي للسعودية ودورها في المنطقة.
( حساب المنصة+ على منصة X)