يواصل اليمنيون إبهار العالم بالقدرات والمفاجآت التي تظهر تباعًا في حربهم ضدّ الاحتلال، لتشكّل اليمن جبهة إسناد حقيقية وأساسية للمقاومة الفلسطينية بعد 10 أشهر على معركة طوفان الأقصى؛ هذه الجبهة التي استطاعت أن توجع الكيان على مستويات عدّة باعترافات إعلامه ومسؤوليه، وأن تكبّده خسائر اقتصادية هائلة وتعرّض استقراره الاقتصادي للخطر.
في آخر إبداعاتهم العسكرية، خرج الناطق العسكري باسم القوات اليمنية المسلّحة ليُعلن عن عملية نوعية جديدة، تمثلت في استهداف أحد الأهداف المهمّة في منطقة “تل أبيب”، في تصريح واضح عن انتقال العمليات إلى مرحلة جديدة، يعرف الكيان جيدًا أنها ستكون أكثر فعاليةً وأثرًا في أمنه واقتصاده، وهو الذي كان قد كشف في وقت سابق أنّ “اليمن بات قوةً عسكرية ولاعبًا إقليميًا كبيرًا يهدّد أمن “إسرائيل” حتّى ما بعد غزّة”، وأنّ على الكيان النظر إلى اليمن كتهديد مستمر يتجاوز مرحلة الحرب الحالية.
مفاعيل العملية النوعية ظهرت سريعًا على لسان المحللين والخبراء وبعض القادة “الإسرائيليين” والأمنيين، في شبه إجماع على خطورة العملية لا سيما على المستوى الأمني والاستخباراتي، وفشل الاحتلال مجددًا في التصدي للمسيرات وكشفها قبل خروجها من أجواء فلسطين المحتلة، وهو ما أكدته إحدى المنصات “الإسرائيلية” في تعليقها على الحادث، معتبرةً أن ما حصل هو بمثابة “فشل عملياتي خطير لدى الجيش”، إذ “لم يكن هناك إنذار أو رصد من أي راداراته على الأرض، في الجو، أو في البحر”. وأكدت المنصّة أنّ “الجيش أُصيب بعمى كامل في
كلّ المنظومات مستنفرة على نحو مرتفع”، محذّرةً من أنّ “الأمر لا يتعلق بمدرسة في “إيلات” أو منزل محاذٍ للحدود في المطلة”. يأتي ذلك في الوقت الذي عبرت فيه معظم وسائل الإعلام “الإسرائيلية” عن القلق والغضب عقب العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية في “تل أبيب”، منتقدةً أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية، ومهاجمةً الحكومة “الإسرائيلية” ورئيسها، بنيامين نتنياهو. وتحدّث بعض الصحافيين عن “فقدان “إسرائيل” للردع أمام اليمن، وأنّ “ما جرى في “تل أبيب” ليس أقل من الوهن”.
يعود اليمنيون مجددًا عبر عمليتهم الأخيرة ليثبتوا مدى التزامهم إسناد غزّة شعبًا ومقاومةً، وليعلنوا بشكل واضح حجم تأثيرهم وتطور قدراتهم واستعدادهم لاستغلال كلّ الإمكانيات المتوفّرة لضرب الكيان وإضعافه، في تأكيد على ما ذكرته صحيفة “إسرائيل اليوم” في إحدى مقالاتها منذ فترة، حيث حذّرت من “الاستخفاف بالتهديد الذي تمثّله القوات المسلحة اليمنية بالنسبة إلى “إسرائيل”، مؤكدةً أنّ اليمن يعتبر من أقوى الساحات التي تدور فيها المواجهات، وأنّ اليمنيين يواصلون الإضرار بالمصالح “الإسرائيلية” في البحر واستهداف “إيلات”، وسط عجز الاحتلال عن مواجهتهم.