عباس حيوك – خاص الناشر |
لقد مرّ ما يُقاربُ تِسعة أشهر على زلزال طوفان الأقصى الذي غيّر المُعادلات النّاجمة عن تخاذل وضعف ووهن معظم حُكّام الدّول العربيّة ورُعاتها الدوليين لا سيّما الولايات المتحدة الأميركية التي تتبنّى الصّهيونيه بالمُطلق حيث نجمَ عن هذا الاستبداد ما يُقارب ٤٠ ألف شهيد و١٠٠ ألف جريح فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء فضلًا عن آلاف المفقودين وتدميرٍ وحشي للبشر والحجر وإباداتٍ جماعيةٍ واضحة وجليّة فضلًا عن مجاعةٍ بدأت تفتكُ بالأطفال، وباتت تهدّدُ مئات الآلاف من السّكان على أرض مُغتصبةٍ مُقدّسة أمام مرأى المُجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدّوليّة وشُرعة حقوق الإنسان كرمىً لعيون الأخطبوط الصهيوني الإرهابيّ العنصريّ النازيّ المعادي للسّامية. وها هو الوقح نتنياهو يعترف ويتبجّج بكلّ وقاحةٍ أمام المجتمع الدّولي بإنه يسعى لصفقة جُزئيّةٍ لن تتعدى المرحلة الأولى من الصّفقة وهي أضعاثٌ من الأحلام.
إنّ المجتمع الدّولي الأسير للهيْمنة الأميريكيّة التي باتت تفقدُ هيّمنتها رويدًا رويدًا ما زال يكيل بمكياليْن في حربِ روسيا على أوكرانيا وإدانتها ومُعاقبتها أمام المحافل الدوليّة على عكس مقاربته للكيان الصّهيوني المؤقّت ومُكافأته على حرب الإبادة لغزّة وشعبها الأسطوريّ ومُقاومته الباسلة حيث إن طوفان الأقصى سيستمرُّ بتداعياته لعنةً أبديةً تُزلزلُ هذا الكيان من خلال حرب أهليةٍ ليْست ببعيدة نتيجة الفشل والتخبّط وتبادل الإخفاقات والانقسام الحادّ بين جماعات مجتمع هذا الكيان اللقيط والمرتزق.
أما في لبنان الذي فرض وجوده بفضل المقاومة فما زال يشهد لمقاومته تحرير عام 2000 ونصر تمّوز 2006 اللذين صرعا هذا الكيان فانهارت هيبته وما زالت ارتدادات هزيمته هاجسًا في وعيٍ المضروب، وما زالت المقاومة تتفنّن بإذلال جنود النّخبة في هذا الكيان وبث الرّعب بألويته وليس آخر إبداعات المقاومة طائر الهُدهد الذي كان صاعقة له ولداعميه بانتظار حماقة جديدةٍ من العدوّ تدمّر ما سينتج عنها من خلال استهدافات بنكٍ هائلٍ من الأهداف الاستراتيجيه تُنذر بهجرةٍ معاكسة لثلثي هذا الكيان إضافة لأكثر من نصف مليون هاجروا منذ بداية طوفان الأقصى. ومن هنا فإن الموازين تستبعد توسيع الحرب لوجود توازنٍ للرّدع والرّعب، مع التذكير أن من الممكن أن يتغلب جنون العظمة عند نتنياهو والأحمقين سموتريتش وبن غفير فتتحول نسبة الحرب الضئيلة إلى حربٍ عمياء تبطش وتدمّر في الضفّتين وتقتل وتُبيد لكن مع فارق أكيد ألا وهو أنّ مصير هذا الكيان إلى الزّوال المتسارع لا سيّما أنّ شعبنا اعتاد على الظروف القاسية بكلّ تفرعاتها منذ عشرات السنين وما من شيءٍ يخسره رغم أزماته الاقتصادية وهرطقات سياسييه الطّائفية وجعجعات البعض الفتنوية وتنبّؤاتهم والقصص الخيالية لبعض الصحف الصفراء ووسائل الإعلام المأجورة. وما فبركة إشاعاتٍ للمطار إلاّ واحدةٌ من العديد العديد من الجعجعات الداخلية والخارجية. أمّا الكيان الصّهيوني النّازيّ المُعادي للسامية فإن تدمير منشآته وبُناه التحتيّة واللوجستية والبشرية وهجرته العكسية الهائلة سينذر بزواله خلال فترة ليست ببعيدة رغم الدلال العالمي الذي تتمتع به الصّهيونية، حيث إنّ الشعوب هي الضحايا والصهيونية هي الذّئاب المفترسة وانبطاحات بعض حكام الدّول العربيّة هي المتخاذلة ومعظم دول الغرب هي الضباع وبلاد العم سام هي الرأس المُدبر لكل الأزمات…