شي مرة سامع إنه ٦ دقائق بتغير مسار منطقة !
وبتسقط مخطط كان اسمه شرق أوسط جديد ؟!
الله وكيلك هيك صار..
لا بفرنسا ولا ببريطانيا ولا بواشطنتن.. بضيعة منسية عند هالحدود اللبنانية، لا حدا كان سامع فيها قبل ال ” ٦ دقائق ” ولا دريان فيها.. ضيعة من يلي بيحكوا فيها جنوبي ” أووح ” بقولوها عيتا.. وحدّها خلة صغيرة إسمها وردة..
يعني ٦ دقائق بخلّتها لوردة !
عال ٧:٠٠ خلّص شرب قهوة عالصبحية سمير وقام تسطح على تخته بالزنزانة وشرد بالذكريات وبقي شارد لحد ما غفي..
وغفي وجنب راسه كتاب صغير بلّش بقراءته من
٣٠ سنة ما بذكر شو كان إسمه لأن كانت مغبّشة الصورة..
غفي سمير..
شوي شوي بلش يطلع الضو من تاني ميلة محل ما نايم سمير.. صارت ٨:٤٥.. سيارة إسرائلية مهوُرة نازلة بهالنزول متل أيام بو العبد لما كان يطل بفان الفولز فاگن الأحمر من اول الطريق..
” صباح الخير. دورية أخيرة. أتمنى للجميع الفرح “
هيك نادى ” إيهود غولد فاسر ” السيارة، إنه على أساس هيدي من سيارات الجيش الذي لا يقهر نازلة تكزدر شوي بين “زرعيت” و “شتولا” وتعمل طلّة لتتفقد إنه كل شي ماشي متل ما بدهن الإسرائيلية والوضع تمام..
بهالوقت الشهيد بلال عدشيت حامل هال B9 وكل شوي يلمّعها تقول سيارة عروس ،وملبك فيها، يشيلها يحطها على كتفه يصوب عالهدف يرجع ينزلها.. يعني شغلة ما منفهم فيها بس يقال انه تم اختيار هالسلاح لإستهداف السيارة بهالسلاح تحديداً اول شي كرمال يعطل السيارة وما يقتل يلي فيها وتاني شي سرعة القذيفة فيه ٨٠٠م بالثانية فهيك بيضمنوا الإصابة.. وبلال كان من أمهر رماة الصواريخ الموجهة والقذائف وأدقّهم..
الشهيد قاسم بزّي تواصل مع الشباب عالسلكي، أمّن عالوضع.. من بعدها حط هالكلاشن على كتفه، هندس حالو، ومتل الجبل قرب من حافة الخلة و وقف يدير العملية من هونيك.. هلأ شو كان عم يقرأ بهالوقت وشو عم يدعي بس ربّنا بيعرف، بس يلي منعرفوا إنه آخر مشهد تذّكرو بهيديك اللحظة هوي لما غمر صلاح غندور و ودّعه و وعده إنه اللقاء رح يكون قريب بإذن الله..
بنفس الوقت الشهيد بلال خيرالدين عم يتفقد فريقه مع الرشاشات التقيلة، لأن كان مهمته التأمين للعملية.. والشهيد حمزة حيدر قاعد يعرض قاعد يتمرن مهارات، يحمل هالبارودة وينزلها.. حايص وعم يدعي ما تلتغى العملية ، كان معروف بوقتها، طول.. جسم.. هيبة.. صلابة.. يعني وهرة عنجد، وراسه ما بيحمله .. فكيف بعد كم دقيقة بدو ينقضّ على الإسرائيلية ويسحبهم من السيارة وينقلهم.. يا غيرة الدين..
هلأ طبعاً هالمشهد كله كان في حدا اسطوري عم يديرو مش من بعيد، ولا من قريب. لأن ما كان يثبت بمحل، فيك تقول متل الشبح.. كان صرلو اشهر عم يحضرلو ويجهز الشباب ويدربهم، يعني تخايل تبقى ٤ و ٥ و ٦ أشهر عم تدرب لعملية بتخلص بدقائق.. بس والله بتستاهل..
واقف الحاج رضوان بهالبدلة المارينز، يلي رح يذل صاحبها فيها.. الطاقية الزيتية المعروفة.. بكل طمأنينة.. بكل ثقة.. بكل صرامة.. على قد ما همّه يتنفذ كل شي بدقة ونجاح، على قد ما همّه يكون طفل باتصاله مع السيد لياخد البشارة ويخبرو بنجاح العملية.. اي يا خيي هودي الناس علاقتهم بين بعض والروحية لي بيناتن متل الأب وإبنه.. متل الخي وخيّو.. هودي يا خيي الرُّحماء بينهم.. يلي بس يخلصوا شغل بيتوضوا على المغسلة نفسها وبياكلوا من السفرة نفسها.. بيقعدوا بالغرفة نفسها.. هودي يلي كل حدا منن بتضل شنطة غراضه معو لأن على جهوزية بكل لحظة وكل ثانية وكل دقيقة.. مهم بلا طول سيرة، كل المعركة والاحتمالات الواردة والنتائج كوم، وانه يدق للسيد ويقله أبشر يا سيد كوم تاني.. ليك الولاية شو بتعمل وشو بتأثر..
وهييييييييييك بينطبق على الكل، كل المشاركين بالعملية، يعني اول شي طبعاً عندهم هدف مشترك هو تحقيق النصر برضى الله عز وجل،
الهدف التاني انو كل عنصر بهالمهمة ناطر يفرّح قلب المسؤول الأعلى او الفريق التاني.. مش كرمال يكسب رضاه او يرفّعوا لا.. بس ناطر يهديه النصر.. ناطر يشوف عيونو عم يضحكو.. ومتوقع انو هوي بكل لحظة ممكن يموت ويستشهد ويفل.. بس الشباب لازم يرجعوا لعند السيّد مبيّضين الوجع وجايبين الأسرى..
هلأ هيدا المشهد الكامل مين كل شارد فيه اكتر شي ؟! الشهيد عباس كوراني يلي كان مهمته القنص من بعيد، يلي رمى اول جندي كان بدو يقتل الشهيد حمزة حيدر، وأصاب التاني يلي قدر يهرب بعدين..
هيدي السوالف كلها كانت عم تصير بأقل من ساعة
بهالوقت كان فاق ابو حسين ببنت جبيل ونزل عالحاكورة يبلّش شك دخان، وتسمع صوتو عم يقلّها يا زَينِيييب.. جيبي هالزوادة ولحقيني عالدخانات.. وبتعرف الجو بالجنوب هيك يكون بيتك على كتف شي وادي وتحت خضار وقاعد ب فيّ التينة وقاعد تشك دخان، بتلبس هالكفوف كرمال ما بتوسخوا إيديك قام ما بتستحكم.. بتشيلهن بتكبهن على جنب وبتقول عمرو ما حدا يورث …
أم علي ببعلبك عم تعرك الكشكات بدها تبلّهن وأم حسين أخدت كشكاتها عالمطحنة تكسرهن، و أم محمد عم توصي على حليب للكشك وبو حسن عم يقطف اول قطفة للمكدوس وهيك الجو..
بشير علوية فايق عم يحضّر لامتحان الفيزيا.. الإمتحانات قرّبت والتخرج صار قريب..
الشيخ وسيم شريف عم يتمشى بسهل اللبوة ماسك إيد اخته الصغيرة ومبلش يحكيها عرفان وعن انه قديش الدنيا صغيرة..
الشهيد تيسير زين الدين قبل ما يمشي على شغلو طل صوب الحجة والحاج يشرب فنجان قهوة ويتيسر
الشهيد خالد عبد الله قاعد مع زهراء بنته عم يتأملها ويحكيها بيعونو (لأن ما كانوا يحكوا شو بصير معن) يتأملها ويقول بقلبو: ” لو تعرفي يا بابا شو صار فيني انا وعم سجّل وصيتي بس وصلت لعند إسمك.. زهراء..إلها وضع خاص..” يتأملها ويدمع وكأنه وقات الوداع حان
الشهيد جواد عيتا بعده فايق من النوم بالمرابطة، عم يفكر كيف يبلف حدا تاني من الشباب ب m 15 متل ما بلف الحُرّ..
وهيك الجو، يعني انت تخايل معي كاميرا عم تنقلك ب ٦ دقائق من الجنوب لبيروت لبعلبك للشمال لوجه كل شهيد ولوجه كل مجاهد بدو يلتحق بعد ١٢ تموز ليلبي النداء وليصنع نصر جديد …
هييييك لحد ما صارت الساعة 9:01
صارت الساعة 9:01،
هون المشهد كلياً غير، هون بتحضر النداءات يلي هي بداية كل هجوم وكل معركة وكل نصر وكل اقتحام وكل تغيير مسار منطقة بأكملها
تغيير المسار هالمرة كان بنداء ” يا رسول الله “
بنداء يا رسول الله ارمي يا بلال
وما صدّق بلال عدشيت سمع الأمر إلا ونادى
“يا رسول الله ” وراح رامي الهامر وصايبها بنص دينها، وقال الكريم خود واشتغل زخ الرصاص
متل الشتا عالدورية
بهالوقت دغري أعطى الأمر الشهيد خالد بزي لفريق الهندسة يفتحوا ثغرة بالمعبر ليفوت الشهيد حمزة حيدر هوي وفريقه متل الأسود عالدورية، لا عارفين اذا الجنود بعدهن طيبين او ميتين، يعني ممكن بلحظة يطلع حدا عايش ويرميهن، بس الشباب فارقة معها ؟! السيد قلهن بدي أسرى يعني بدي أسرى.. سحبوا الجندين وتوجهوا صوب السياج وغير الله وكم حدا معاش عرف وين صاروا..
9:06 دقائق
بدق التلفون بغرفة القيادة:
الحاج خالد: “بلغ صاحبنا، الأمانة صارت عنا”
الإسرائيلي لا فاهم شي ولا عارف شي ولا داري بشي
سامع صوت الرصاص والقذائف بس
بعد 26 د من العملية بيعطي أمر قائد المنطقة بإطلاق وابل من الرصاص والقذائف على المنطقة المتوقع صار فيها العملية وممكن يكونوا بعدهم المجاهدين فيها كرمال يمنعوهم من الإلتحاق.. بالوقت لي الشباب صاروا بالنقطة وعم ياكلوا بقلاوة حلوان العملية..
بيرجع الإسرائيلي بيبعت دبابة ميركافا ٤ لتستطلع المنطقة وقال بتمشي على جنب الطريق مش عالطريق الأساسي خوفاً من زرع عبوات.. ويا سوء حظها هالميركافا لان المجاهدين متوقعين مرورها بهالممر تحديداً، هيي بتوصل وبتفجر فيها العبوات وبطير برجها بالهوا وبيبقى الجسم عالأرض.. وكانت بداية ذُل الميركافا..
رجعوا الشباب على النقاط وتواصلوا مع السيد وخبروا نتيجة العملية وطلع الحزب عالتلفزيون البيان الي تعودنا على جملة الختام فيه: “وما النصر إلا من عند العزيز الجبّار..”
بعلمك الناس لازم تخاف وتقلق،
مع إذاعة الخبر وبلشت هالمآذان تكبّر، والمسيرات انطلقت، اسرائيل عم تقصف والناس بمحلات الحلو عم تشتري بقلاوة وحلو
الزلاغيط، الفرحة، اني طلعت عالبيسكلات علّقت علم الحزب من ورا ( تخايلت حالي معي “كروس “) وما حملني راسي
لزّقت “هالوكمان ” على دركسيون البسكلات وشغلت هالأناشيد وابرم مع هالسيارات بالضيعة، لا عارفين لوين ولا شو بدنا نعمل، فتلنا الضيعة شي ١٠ مرات ونحنا ما عاطيين فرحتنا لحدا.. عينك تشوف منظري ابن ١٣ سنة عهالبسكلات شاكل هالعلم ورافع صوت الوكمان وحاسس حالي مبعوث الأمم المتحدة، ام حسين تركت هالكشك وقعدت بوجه التلفزيون، ابو حسين ترك الدخان وقام يدبك
الحلو وين، إنه أمهات الشباب يلي نفدوا العملية بس سمعوا الخبر، قالوا يرحم البطن لي حمل هالشباب والله يرجهن لأمهن سالمين.. مش عارفة الحجة انها عم تدعي لإبنها … الشباب بعلمك مخبرين أهلهم إنه عندهم شغل ومش مطولين
بس مش عارفين الأهل إنه ولادهم على حدود فلسطين..
مهم، لا حدا بالو بقصف اسرائيل ولا حدا بالوا شو بدو يصير وآخر هم، الفرحة الكبرى انو المقاومة أسرت إسرائيلية !!!! بتعرف شو يعني !! يعني رح تلعب أكبر جيش على أصابعها … يعني صار في أمل يرجعوا الأسرى.. صار في أمل يرجع سمير
كلللللللللل هيدا صار ب ١٢ تموز
فاق سمير،
فاق عصوت الفرح بعيتا والزلاغيط بمارون وزمير السيارات بالخيام والصرخات بمركبا والتكبيرات بعيترون
فاق سمير
فاق عصوت رصاص الفرح ببعلبك، فاق عصدا صيحات الهرمل بوادي الحجير، فاق على دموع أهل الضاحية،
فاق على صوت قامت المkاومة الإسلامية..
هالمرة مبين إسم الكتاب يلي حد راسو
فاق سمير وفتح الكتاب،
صار بالصفحة ٣٣
كان صرلو ٣٠ سنة عم يقرأ ،
من بعد الصفحة ٣٣ كمّل قراءة،
و خلّص باقي الصفحات بسنتين
وكان عنوان الكتاب: #الوعد_الصادق