د. فدوى ساتر – خاص الناشر |
هناك عدة سيناريوهات محتملة قد تحدث على المستوى السياسي والعسكري في المنطقة فيما لو بقي حزب الله خارج معركة الطوفان.
أولًا توازن القوى:
يساهم بقاء حزب الله خارج المعركة في استفراد العدوّ الصهيوني بالمقاومة الفلسطينية وسحقها بأقل الخسائر البشرية والمادية.
أما على مستوى توازن القوى في لبنان فإن حزب الله له تأثير كبير على الوضع السياسي، وعدم دخوله في المعركة قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات والتوتّرات الداخلية لا سيما بين الجهات المؤيدة للمعركة والأخرى المناوئة لها من أحزاب وفصائل فلسطينية.
ثانيًا التأثير على حركتي حماس والجهاد الإسلامي:
عدم تدخل حزب الله قد يؤثر على معنويات ودعم الفصائل الفلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي التي تعتمد على دعم حزب الله وإيران.
ثالثًا التداعيات الإقليمية:
إن عدم مشاركة حزب الله يزيد من احتمالية تصاعد النزاع إلى مستوى إقليمي أوسع يشمل دولًا أخرى مثل “إسرائيل” وإيران، إذ لو تمكّنت “إسرائيل” من القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزّة سيسهل التفرغ لسحق حزب الله (وهذا السيناريو من ضمن مخطّطات العدوّ قبل ٧ أكتوبر)، فحزب الله يُعتبر حليفًا قويًا لإيران، والتعرض له على غرار ما حصل في غزّة سيؤدي إلى توسع للصراع الإقليمي.
رابعًا ردود الفعل الدولية:
صحيح أن بقاء حزب الله خارج المعركة قد يساهم في تجنب ردود فعل دولية سلبية تجاه لبنان وحزب الله، إذ إن تدخله يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات أو ضغوط دولية إضافية على لبنان، لكن الأصح أنه لو انتصر العدوّ الصهيوني على المقاومة الفلسطينية في غزّة سيكون حزب الله هو التالي في بنك الأهداف الصهيونية وسوف لن يأخذ العدوّ قيلولة بعد فراغه من غزّة لتنفيذ خطته في القضاء عليه وحينها لن نسمع أو نشاهد أي ردود فعل دولية تجاه لبنان مثلما أن ردود الفعل هذه لم تنجح في إيقاف المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين العزّل على مدى ثمانية أشهر ونيّف وسوف لن تُفرض عقوبات ولا قرارات دولية على العدوّ الصهيوني لإيقاف الحرب على لبنان.
خامسًا الأوضاع الإنسانية:
إن التصعيد الذي يمارسه حزب الله بالضغط على العدوّ الصهيوني لاستنزاف قواه البشرية وتشتيت قواه العسكرية بين عدة محاور يساعد في تقليل الأضرار الإنسانية والخسائر البشرية في لبنان، حيث إن أي تصعيد كبير على العدوّ يجعله في حالة قلق وخوف من دخول أي معركة أخرى غير محسوبة النتائج ويمكن أن يؤدي إلى سقوط اعداد كبيرة من المستوطنين الصهاينة.
في المجمل، عدم تدخل حزب الله في معركة طوفان الأقصى سيساهم في القضاء على حركات المقاومة من خلال الاستفراد بها كلّ على حدة فيسهل ضربها لا سيما أن حزب الله يُعتبر الخاصرة المحصنة والمتراس الأول في جبهتها الممتدة من فلسطين إلى سورية والعراق واليمن وإيران، وعليه فإن مكان حزب الله الطبيعي أن يكون في هذه المعركة وكان من يومها الثاني في ٨ أكتوبر وأعلن من حينها أن قرارات الاستمرار بالتدخل أو التوقف عنه يحددها الميدان والتصعيد من عدمه قابل للتغيير بناءً على تطوّرات الأحداث.