علاء الدين الغربي* – الناشر |
هل أميركا تريد مصلحة لبنان؟ أنا بدوري أقول لا. هذه كانت إحدى افتتاحيات الصحافي العربي محمد حسنين هيكل عام 1958. نعود بعد سنو طوت صفحات وأنتجت حالات وموازين قوى متابينة للتوكيد على ما يلي، لم تكن في الأساس مصلحة لبنان في أي من الأيام في مظلة الغرب الجماعي، برياسة أعتى رؤوس الحراب فيها وهي أميركا.
نكتب ما تيسّر من كلام رغم أن هدير طائرات الاحتلال التي تقلع، يسمع أصداء أنين المفجوعين من وقع ضرباتها، على السواء بين دمشق وغزة والجنوب اللبناني. وبحيث أن لكل من اسمه نصيب، فجنوب العالم الثالث له المصير المشترك المحتوم، إحدى صفحاته المجيدة هو يقينًا الجنوب اللبناني.
نجانب الصواب حينما نقر بأن سبب اصطفافنا خلف المقاومة اقتدارها المتمثل بحجز موقع في إدارة الردع، من شأن الأخير فرملة اندفاعة العدو عن أي حماقة يقترفها في العمق اللبناني، هذه الجزئية لم تكن وليدة ارتجال، بل عقل ابتكر وسخّر وقته، مناصبًا عوامل تكالب الأعداء في سبيل غلبة إرادتهم التي تقفز فوق الموازين التقليدية، صانعة من جبل عامل كلاوزفيتز خاص بها، وأظنني ذكرت الاسم خطأ. هنا لا تفقه سرديات الموازين ،بل ستجد تصلّب إرادة عزَّ نظيرها في تاريخ معاصر، لا يلوي ذراعها سوى قدرة من الله، لكن الرب آمن على الذي استضعفوا.
ليس في ما ورد أي نسق منهجي أن يعالج الأمر من أي زاوية تتبنى مدرسة دون أخرى في علم السياسة، بل شاءت الأقدار أننا نقف متأملين بطولة الرجالات المتعاقبين على جياد البطولة. نختم بما قاله الشاعر العربي الراحل مظفر النواب: “النصر من مارون الراس، مش من الأمريكان”.
ناشط قومي عربي*