محمد شمس الدين – الناشر |
القرار الأميركي بسحب حاملة الطائرات الأميركية “جيرالد فورد” وطاقمها من السفن الهجومية المرافقة من شرق البحر المتوسط يعود على الأرجح لعاملين أساسيين، الأول يتعلق بتوجيه رسالة إلى “إسرائيل” للحد من تماديها المفرط في حربها المجنونة على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بعدما ضربت بعرض الحائط الطلبات الأميركية المتكررة بضبط ايقاع الحرب و”سد منافذ” توسيع رقعتها في وقت بدت واضحة معالم انفلات الأمور على محاور عدة أبرزها جبهة الشمال مع حزب الله وضرب القواعد الأميركية في سوريا والعراق بشكل بات يهدد أمن عديدها فعليًا.
العامل الثاني يتعلق بحادثة إطلاق النار من بارجة اميركية في البحر الأحمر باتجاه ثلاثة زوارق يمنية ما أدى إلى استشهاد عشرة منتسبين من القوات البحرية اليمنية الذين كانوا يقومون بمهمة منع عبور السفن المتوجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة في إطار الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
انسحاب الحاملة الأميركية بحسب معنيين جاء إثر احتدام المواقف اليمنية التي أوحت بأن الرد على الاعتداء الأميركي سيكون قاسيًا في حين أن حلفاء اليمن سجلوا استياءهم الشديد من الحادثة وحذروا من مغبة التمادي في العمليات العسكرية في حين أبدى هؤلاء استعدادهم لمنع تلك الاعتداءات في حال تكررت ما سيجعل الحاملة الأميركية في البحر المتوسط هدفًا محققًا “لصواريخ حليفة” لليمن قادرة على ضرب أي هدف بحري.
ما زاد الطين بلة إعلان واشنطن ولندن ودولة أوروبية ثالثة تشير المعطيات إلى أنها فرنسا قد قررت شن عمليات عسكرية ضد حركة أنصار الله في عمق اليمن ما حول منطقة البحر الأحمر إلى ساحة عمليات حربية سيكون لها انعكاساتها على مجمل حركة التجارة الدولية.
يقول المعنيون إن اليمن وحلفاءه، يمتلكون من أنظمة السلاح البحري طوربيدات، وصواريخ أرض – بحر، وبحر – بحر متطورة تعمل بتكنولوجية عسكرية عالية الدقة، اضافة إلى عدد كبير جدًا من الزوارق الهجومية المسلحة والمسيّرة آليًا، ما يؤهل القوات البحرية لتلك الجهات من مهاجمة القطع العسكرية البحرية الأميركية المنتشرة في البحر المتوسط والبحرين الأحمر والعرب، مهما بلغ حجمها، وهو ما أقلق البنتاغون والإدارة الأميركية من أن تتحول جيرالد فورد تحديدًا، إلى هدف يصمم حلفاء اليمن على ضربه، الأمر الذي يعتبر ضربة موجعة للبحرية الأميركية ستؤدي حكماً إلى اندلاع حرب في المنطقة تتجنب الولايات المتحدة خوضها في إطار حسابات دقيقة تشير إلى خسارتها المؤكدة وتعريض قواعدها المنتشرة فيها لأخطار حقيقية.