إلهام كمال عمار – الناشر |
قراءة في مجريات الأحداث وما يُواكبها من تطوراتٍ ومستجدات، وما تُسجل من نتائج إيجابيّة وسلبيّة، تُمكننا من توصيفها على أرض الواقع المتمحورة في حياتنا المترافقة في إتاحتنا الفرصة، لكي نستوحي أمثالًا وحكمًا وتعاليمًا ووصايا وأقوال حكيمة انطلاقاً من المبدأ الرئيسيّ والتّعليم الأخلاقيّ والضّابطة السّلوكيّة.
ومن بين الأمور اللّافتة في هذا السّياق، القول اللّافت: المراؤون العظماء هم الملحدون الحقيقيون! عجباً من هذا القول المقتطف !
لطالما يُوجد تمام التمييز بين المرائين العظماء الّذين هم الملّحدون الحقيقيون وبين المرائين العظماء الّذين هم المؤمنون الصّادقون المقاومون، من القادّة الكبار في السّياسة والعسكر. تبعاً لذلك، تستوقفنا المقارنة الموضوعيّة المندفعة من التّبصر في التّفكير التّحليليّ الّذي يُترجم في التّأييد التّام للمقاومة الإسلاميّة والعربيّة في العالم الحرّ.
من شأن ذلك أن نستشرف ونستكشف على الكرة الأرضيّة الملصقة في العالم المنقسم إلى قسمين:
قسم يُدير العالم من قوى الخير، وقسم يُدير العالم من قوى الشّرّ. أي أن العالم يحمل وجهين: الوجه المنيح – الوجه القبيح. في حقيقة الأمر، فإن الوجه المنيح يّعزز السّلم العالميّ فيما الوجه القبيح يُشكل خطراً على السّلم العالميّ.
في مجال متصل، نقتبس الوقائع بعد قراءتها العميقة طبقًا للسؤال الطبيعي المطروح حِيال المرائين العظماء. نستشف الجواب في منهجيّة المقاومين المؤمنين، الصّادقين، المجاهدين، الصابرين، الصّامدين، الصالحين والفاعلين على شتى الجبهات، المتمسّكين بالحقّ المشروع الّذي يُضمن قيمة الإنسان، في ظِلّ ترجمةٍ عمليّة لإعادة حقوق الشّعوب في كلّ دول العالم.
يلي ذلك الهدف المشروع في مواجهة المحتّلّ لتحرير الأرض والشّعب. بطبيعة الحال، فإنّ المرائين العظماء هم بالتأكيد من الشرفاء، الأشداء، الأكفاء، النبلاء والنجباء. يحملون الصِفات النموذجيّة الجيدة، المتوجة في النّخبة الوطنيّة وخيرة الرّجال. في إشارةٍ إلى أنّ هناك شخصيّات عديدة في العالم ذات هامةٍ عظيمة، شيمتهم شهادتهم – سمتهم ساميتهم.
في هذا الإطار، لا بُد أن نتناول شخصيّة قياديّة هامة جدًا. كأمثولة الأمين العام لحزب الله سماحة السّيّد حسن نصرالله نظرًا إلى شعارات منظومة قيمه الأخلاقيّة والإنسانيّة ومبادئه الأساسيّة الرزينة والرصينة المضاءة في شعاعات مواقفه الإيمانيّة، الروحيّة، الوجدانيّة والبّطوليّة، المصحوبة بنظافة كفّه العفيف والريف.
علاوةً على ذلك، يُعتبر سماحة السّيّد حسن نصرالله المقتدر المرموق الّذي نجح في خطف أنظار العالم، كونه يعمل لمصلحة الأمة بحكمته وحنكته ويرمز إلى رموز القضايا المحقّة الآخذة بعين الاعتبار والحسبان في ميزان القوى، مستندًا إلى حِرمة العهد وصِدق الوعد.
إلى ذلك، يُستحسن بنا أن نشير بأنه يتطلّع إلى الأمام بطريقة حاذقة، عبقريّة، عاقلة واستراتيجيّة. تلك الطريقة المشار إليها تتدفق من رؤيته للمشهد القادم على ضوء التّطورات السّياسيّة والميدانيّة!
أمام هذا الواقع، لا بُد أن أتطرّق إلى محادثتي مع مجموعة من النّاس، عندما يتحدثون عن الأوضاع الحاصلة والمستجدات الراهنة محليًا إقليميًا دوليًّا، ويسألون في نفس الوقت، ماذا يُمكن أن يحصل؟ من جانبي، يأتي جوابي لهم على النحو التّالي: “إسمعوا خطاب السّيّد المنطقيّ والعقلانيّ.. تعرفوا شو بدو يصير”.
من جانب آخر، الّذي يجب التّوقف عنده تبعًا للمرائين العظماء المذكورين أعلاه، فإنّ المرء منهم يتمتّع بالضّمير الحيّ على أساس الفكر الدّينيّ والعقائديّ. على العكس تمامًا مع المرائين الملحدين الّذين يدفنون الضّمير الإنسانيّ ويتصرّفون على نحو المسار الأرعن، الأحمق، الأجرم والأشنع!
بالمقابل، لديهم الإكثار من المآرب الخبيثة المشمولة بنطاق المؤامرات المحاكة لمشاريعهم الشخصيّة اللعينة تليها المخطّطات الجهنمية عبر التّكتلات الغربيّة البراغماتيّة الدوليّة الّتي تعمل لصالح العدو الصهيوني المتغكرس المتوحش، وإنقاذه من الغريق في مستنقع الإسقاط، الإحباط، الإنهيار، الانحدار، الاضطراب، الإرباك والإفشال في أجهزته الأمنيّة والعسكريّة على غِرار ما حصل في عمليّة “طوفان الأقصى” التي نفذتها كتائب القسام في عمليّة نوعية استثنائيّة.
مع ذلك كله، ينتهكون أبسط المعايير الأخلاقيّة والإنسانيّة ويلجؤون إلى إيجاد التّصنيفات البشريّة الهادفة إلى استغلال المجتمعات الفقيرة الفاقدة لأبسط مقومات الحياة ويعانون من البؤس والحرمان.
في السّياق عينه، عسى ولعل المراؤون الملحدون يتمكنون من تحويل أعداد كبيرة من مجتمعات العالم الثالث إلى جماعات متطرفة ومنظمات إرهابيّة وتوظيفهم في لعبة صفقاتهم المشبوهة الكريهة الممهدة لاندلاع الحروب الدمويّة، القبيحة والقذرة لتحقيق مكتسبات مادية هائلة لو جاء ذلك على حساب وقوع ضحايا كبيرة من النّاس البرئية.
الجدير بالذكر ، بأن مشاريع المرائين الملحدين الشنيعة والبشعة تتجسّد في الصفات الفاسدة، الفاقة، الدّنيئة، الرّذيلة، السّيئة، المعيبة والنقيصة!
الأمر العجيب في هذا المضمار، بأنّ المراؤون الملحدون يقومون من حيث الشكل بتغليف أنفسهم وتجميل صورتهم بآدوات ناعمة ويتشدقون بشعارات الديمقراطيّة وحقوق الإنسان الكاذبة، المخادعة، الزائفة والمضلّلة فيما هم من حيث المضمون أفعالهم خشنة، غاشمة، متوحشة، متغطرسة وإجراميّة، فضلاً عن سياستهم النّازية وثقافتهم القاتلة الّذين لا يعيرون أي اهتمام أو مبالاة للمؤسسات الدّوليّة والإنسانيّة.
في هذا الصدد، لا بُد من التشديد على غايتهم الأساسيّة المتضمّة النقطة الرئيسيّة المتمثّلة في حربهم على اقتصاديات الدول وحصارها وخنقها بالخِناق المطبق بقصد تفقيرها، تجويعها، تركيعها، تطويقها، تطويعها، إستسلامها وتجريدها من قوتها الماليّة والعسكريّة لجعلها غير قادرة على تسديد رواتب موظفيها، ومنهم العسكريّون والأمنيّون، يتخلّلها إضعاف أجهزتها المؤسساتيّة لتتظهّر ميليشيات مسلحة خارج إطار الدّولة، تُمكنها من خلق بؤر أمنيّة وانتهاك القوانين وصولاً إلى سرقة النّاس ونهب جيوب المواطنين من شأنها أن تؤدي إلى إثارة الفوضى الغوغائيّة والفلتّان الأمنيّ لتخريب البلد وإطفاء إنارة الوطن.
على أثر ما تقدّم، نستجلي المفارقة الكبيرة بين المرائين المؤمنين والمرائين الملحدين! مهما يكن الأمر، فإنّ المرائين العظماء الصادقين والمقاومين هم المؤمنون الحقيقيون الذين يؤشرون إلى تباشير النّصر.. وما النّصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.