“بركان”..

شكّل إطلاق صواريخ “بركان”، ومسيرّات “إنقضاضية” مسلحة، العنوان الأساسي لتدرج العمليات الحربية على جبهة لبنان الجنوبية مع قوات الاحتلال الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة، مع ما يشتمل عليه ويعنيه من توسيع لدائرة الاستهدافات ليطال العمق الإسرائيلي في إتجاهات مختلفة.

“بركان” الذي يحمل رأسًا متفجرة يزن من ٣٠٠ الى ٥٠٠ كيلوغرامًا، إنما يرسل رسالة “تدميرية” ذات بعد استراتيجي في الحرب المتوقعة على لبنان إذا ما تدحرجت الأمور إلى ما هو أبعد من غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والتي ما زالت مرتبطة مباشرة باستجابة قيادة الكيان العبري لطلب وقف إطلاق النار الفوري الذي اجتمعت عليه 57 دولة عربية وإسلامية في اجتماع استثنائي لها في الرياض السعودية بالأمس، ناهيك عن توصيات من غير المعلوم حتى اللحظة ما إذا كان بالإمكان تنفيذها قبل “فوات الأوان”.

رسالة “بركان” تقول إن على الإسرائيليين من عسكر ومستوطنين أن يكونوا جاهزين لتذوق التدمير الذي يلحقونه بغزة وما ينجم عنه من سقوط شهداء، وأن هذه الكأس سيتجرعونها في حال أقدمت حكومة “إسرائيل” على أخذ خيارات غير محسوبة، وما “بركان” إلا واحد من منظومة صاروخية قادرة على إلحاق الأذى بـ”إسرائيل” متجاوزة كل منظومة الدرع الصارخي والحماية التي تؤمنها القطع العسكرية الأميركية المنتشرة في البحر المتوسط.

يقول معنيون إن ما حصل ويحصل في غزة قدم صورة واضحة عن نمط الحرب المتوقعة على لبنان في حال حصلت وأن القيادة العسكرية للمقاومة أدخلت تعديلات جوهرية على خططها تبعا لرصدها لتحرك الآلة العسكرية الإسرائيلية وما يمكن أن يدخل عليها من سيناريوهات كالتي ظهرت مثلا في جنوب لبنان عبر استخدام المسيّرات المسلحة في عمليات الجيش الإسرائيلي وغيرها مما تم رصده وقراءة أبعاده بدقة.

ويضيف هؤلاء المعنيون، أن رفع القيادة العسكرية الإسرائيلية من وتيرة تهديداتها ينبع من خوفها المتزايد من تطور الحرب باتجاه لبنان ومن قراءتها الصحيحة لرسالة “بركان” و”المسيّرات المسلحة” التي تم توجيهها من قبل المقاومة.

إن خطة “التدرج” في العمليات الحربية من قبل محور المقاومة وتوزيعه على “الجبهات المساندة” بحسب ما أسماها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تعتبر “منطقية” بحسب خبراء، وهي إذ تؤكد على محاولة تجنب توسيع رقعة الحرب عبر الانطلاق من “الأبعد” وصولًا الى “الأقرب” المحادد والأخطر بكل المعايير للجبهة مباشرة، فإنه يتم مراقبة سير العمليات العسكرية الجارية في فلسطين المحتلة وتحديد نقاط الضعف لدى الجيش الإسرائيلي وقدرته على المناورة بالاتكال على حلفائه إضافة إلى استنزافه الحاصل في كثير من الاتجاهات.

محمد شمس الدين

اساسيحزب اللهطوفان الاقصىغزة