لم تسمح “إسرائيل” المجرمة لأي كيانٍ في العالم أن يكون أكثر إجرامًا منها، وهي وإن كان لديها ما تتباهى به في هذا الوجود الوهمي المحتل، فهو حجم الإجرام والقتل الذي ارتكبته منذ نشأة كيانها.
ارتبط وجود “إسرائيل” بالدم تحت مسمى “الدفاع عن النفس” في قاموس حلفائها الأميركيين والغربيين الأكثر إجرامًا منها، وتاريخها الحافل بالإبادات والدموية يزداد اتساعًا وإجرامًا بحق الإنسانية يومًا بعد يوم، وقد وصل مؤخرًا إلى حد لم يبلغه أحد، بعد التنكيل المرعب بأطفال غزة وأهلها.
“أطفال غزة” هم بنك الأهداف الذي وضعته “إسرائيل” للانتقام من حركات المقاومة الفلسطينية منذ بدء الصراع في القطاع المحاصر، ولا زال يشكل لغاية هذه اللحظة بنك الأهداف الأول لهؤلاء القتلة، بعد أن فشلت سابقًا، واليوم أكثر من أي وقت مضى، في القضاء على المقاومة الفلسطينية الأبية.
تاريخ إسرائيل السوداوي حافل بالمجازر، وبين جنوب لبنان وغزة قصص لا نهاية لها عن مشاهد الإجرام الأفظع في تاريخ البشرية، والتي تركت من خلالها “إسرائيل” بصمة عار وكراهية وحقد لها، حفرت في نفوس شعوب الأمة حتى آخر يوم من أيام هذا الكيان الغاصب.
الجرائم الصهيونية لم تقتصر فقط على الأطفال، بل شملت ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقتل المدنيين والصحافيين وكثيرين آخرين، وبِلُغة الأرقام ووفقًا للإحصاء الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ نكبة عام 1948 وحتى نيسان/مارس 2022 (داخل وخارج فلسطين) بلغ نحو مائة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 11 ألفًا و358 شهيدًا، خلال الفترة بين 29 سبتمبر 2000 و30 أبريل 2022.
وتجدر الإشارة ووفقًا للمصدر عينه أن عام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2240 شهيدًا، منهم 2181 استشهدوا في قطاع غزة، وقد استشهد غالبيتهم أثناء العدوان على القطاع.
واليوم يعيد التاريخ نفسه، وتتجدد المذابح الجماعية بحق الأبرياء في قطاع غزة، لتثبت إسرائيل أيضًا أنها آلة الإجرام الكبرى على وجه الأرض ومن خلفها حليفتها أميركا الأكثر وحشية وحقدًا وإجرامًا وحلفاؤها في الغرب والخليج العربي.
وفي هذا السياق، تشير المصادر المختصة إلى أن عدد شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ بدأ معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الحالي ولغاية لحظة كتابة هذا المقال، بلغ 3500 شهيد بينهم 1000 طفل على الأقل، وتشير المصادر أيضًا أن ما نسبته 70% من الشهداء هم من الأطفال والنساء، بينما بلغ عدد المصابين 12.000 مصاب تقريبًا.
القصف الإسرائيلي الإجرامي لم يحترم كعادته أيًّا من القوانين الدولية التي تحرم استخدام القنابل والأسلحة المحرمة دوليًا، بل ضرب بهذه القوانين عرض الحائط كما فعل في كل جرائمه السابقة، وإن لم يكن لهذا العدو الغاشم أي ضوابط أو قوانين تردعه، فمن الطبيعي جدًا ألا يكون لديه ذرة من الإنسانية والأخلاق.
إمعان العدو في عمليات الذبح والإبادة الوحشية طالت أيضًا الصحافيين والإعلاميين، وكان استهداف الطواقم الإعلامية أيضًا من أبرز أهدافه، لم يستثن أيًّا منها ولم يحترم مبدأ الحيادية المنطبق على الإعلامين، فاستهدفهم في غزة وجنوب لبنان وسقط العديد منهم بين شهيد وجريح، حيث وصل عدد الصحافيين الذي استشهدوا خلال العدوان الأخير إلى 16 شهيدًا.
الكوادر الطبية والمسعفون والمستشفيات كانت أيضًا بنكًا من بنوك أهداف العدو، ولعل استهداف المستشفى المعمداني يعد أقبح جريمة إبادة جماعية نفذها العدو وأكثرها دموية لغاية الآن في عدوانه القائم حاليًا، والتي سقط على إثرها ما يقارب الألف شهيد لا زال العديد منهم تحت الأنقاض.
جرائم الصهيونية القائمة على الدموية والقتل الهمجي وسلوك الإبادة الجماعية، كُرست منذ قيامة كيانه لتطبيق سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، وقد عمد الكيان الصهيوني المحتل إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ولا يزال، وما يحاول تطبيقه اليوم من تهجير قصري لأهالي غزة هو جزء من سياسته الشيطانية هذه.