معركة طوفان الأقصى في يومها العاشر

محمد جواد صفوان – خاص الناشر |

عشرة أيام مرت على ملحمة طوفان الأقصى التي سطرها مجاهدو الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، ولا زالت طائرات العدو تدمر بشكل منهجي الحجر والبشر في غزة ولا تستثني الاطفال والنساء والشيوخ وتنذر بإخلاء المستشفيات قبل قصفها والاخيرة بدورها ترفض اخلاء المرضى لأن في ذلك تهديدًا لحياتهم.

٢٨٠٠ شهيد وأكثر من ١٠٠٠٠ جريح في كارثة انسانية لم يشهد لها مثيل وخصوصًا ان العدو قد منع الماء والوقود والمساعدات من الدخول الى القطاع، فالمساعدات المصرية التي تنتظر عند معبر رفح والتي ساهمت فيها اكثر من دولة عربية لم تعبر المعبر الى الآن خوفًا من ضرب “اسرائيل” لها اثناء العبور فيما مصر تشترط على العدو عدم اخراج اي مواطن اجنبي من القطاع قبل عبور المساعدات الى داخل القطاع.

بالمقابل المقاومون لا يزالون يدكون المستعمرات والمستوطنات برشقات صاروخية مكثفة ردًّا على المجازر التي ترتكب بحق العوائل الفلسطينية.
وتنذر “اسرائيل” الاهالي في شمال القطاع وللمرة الثالثة بإخلاء منازلهم والنزوح الى الجنوب وذلك تمهيدًا للحملة البرية التي تنوي القيام بها على القطاع بهدف القضاء على حماس وتهجير الغزاويين الى صحراء سيناء المصرية للخلاص من القلق الذي يسببه الغزاويون للحكومة الاسرائيلية، فيما رفضت مصر من جانبها هذا القرار الاسرائيلي وتمسكت بحق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، وتبعتها في هذا التوجه السعودية والاردن ودول الخليج.

هذا الاعتراف الذي لم تستطع دول التطبيع مع الكيان الهروب منه يأتي بسبب الضغط من قبل الرأي العام العالمي والمحلي على هذه الدول والذي تفجر من جراء مشاهد المجازر والشهداء والوضع الكارثي في غزة؛
فحتى الرأي العام الاوروبي من حكومات وشعوب وحتى مشاهير هوليوود والمنظمات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة وغيرها كانت لهم تصريحات داعمة لأهل غزة ومطالبة للصهاينة بوقف للعدوان وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل.

فهل سترضخ الحكومة الاسرائيلية للرأي العام العالمي المتعاطف مع الفلسطينيين والشاجب للعدوان الذي كسر القوانين الانسانية وانتهك الاعراف الدولية على مدى عشرة ايام؟

من جهتها اميركا نصحت حليفتها “اسرائيل” بعدم الدخول البري الى قطاع غزة وذلك ليس تعاطفا مع الفلسطينيين ولكن لأنها تعلم ان الدخول البري لن يكون في مصلحة اسرائيل لأن الفصائل الفلسطينية على اهبة الاستعداد وتنتظر دخول الالوية العسكرية لإبادتها. هذا من جهة، ومن جهة اخرى تخاف امريكا على حليفتها من فتح جبهة الشمال مع حزب الله في حال دخلت “اسرائيل” بريًّا الى القطاع وهذا ما صرح به وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان من بيروت في زيارة دبلوماسية الى لبنان لمواكبة مجريات الامور حيث قال انه لا يضمن عدم فتح جبهات اخرى على “اسرائيل” ان استمرت في عدوانها على غزة وليس فقط اذا دخلت بريًّا.

بعض الدول وشعوبها تضغط باتجاه وقف اعمال العنف وعدم استهداف المدنيين وادخال المساعدات، وبدأنا نشغل تغيرًا في الرأي العام لدى الغرب، فيما اعلن مجلس الامن انه في طور الانعقاد لإقرار مشاريع قرارات جديدة.

هل تتجه الامور الى ايقاف اعمال العنف واللجوء الى المفاوضات والحلول السياسية فيما اعلنت كتائب القسام أن بحوزتها وحدها ٢٠٠ اسير اسرائيلي عدا عن الرهائن الاجانب التي وعدت بإطلاق سراحهم فور دخول المساعدات الانسانية ووعدت الاسرى في السجون الاسرائيلية بالحرية القريبة؟

من ابرز الوساطات التي دخلت على طريق الحل السياسي الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يزمع بالقيام بزيارة الى لبنان اضافة لوزير الخارجية الصيني ووزير الخارجية الامريكي انتوني بلنكن الذي زار اسرائيل للمرة الثانية منذ بدء المعركة اضافة لوزير الخارجية الايراني عبد اللهيان.

بانتظار ما ستفرزه الساعات المقبلة من اتصالات دبلوماسية بين جميع الاطراف هل ستستطيع الوساطات الدولية ايجاد حل للخروج بحل سلمي يوقف اعمال العنف؟ الجواب رهن الساعات القادمة.

اساسياسرائيلطوفان الاقصىغزةفلسطين