فار التنور اليهودي في سبت السابع من أكتوبر، دماءً بدل الماء.
لم تجرِ العادة أن تُهدر الدماء لشعب الله المختار بدل الدماء العربية وخصوصًا أصحاب الأرض بما فيها التنور، وكل حجر اختبأ خلفه مستوطن في هذا اليوم، الذي اعتبره رئيس وزراء الكيان المصطنع بنيامين نتنياهو “يومًا أسود في تاريخ الشعب اليهودي والأفظع بعد الهولوكوست” المزعومة، والمستند التاريخي الذي يشد به عصب اليهود في العالم، ويحظى بتعاطف العالم الذي بات قسم منه يشكك في حقيقة هذه المحرقة الكاذبة.
اليوم يرفع نتنياهو صور محرقة جديدة للشعب اليهودي تظهر أن حماس قتلت أطفالًا رضّعًا وقطعت رؤوسهم، وهو ما ثبت أنه مفبرك ولا صحة له إلا في عقل نتنياهو وبلينكن وزير الخارجية الأمريكي الذي صرح بأنه لم يتحمل المشاهد التي رآها والتي تظهر قتل مقاتلين من كتائب القسام للمستوطنين والجنود الصهاينة. ويدعم هذه المزاعم لشحن العالم وكسب تأييد الرأي العام العالمي والدولي في دعم اسرائيل في حربها التي تشنها على غزة بوحشية لم تسبق وتهدف وفقًا لنتنياهو إلى إنهاء وتدمير حماس، لأنها على حد قوله في خطابه أمام الكنيست، والذي أيد الحرب على غزة وبشكل غير محدود، لو استطاعت لقتلتنا جميعًا.
المأزق الوجودي الذي يمر به هذا الكيان والذي عبر عنه نتنياهو من خلال اعتبار هذه المعركة معركة وجود وخلود لدولته، وعلى الرغم من النبرة الحادة المرتفعة في التهديد والوعيد، إلا أنه يظهر بوضوح حالة الضعف والضياع التي تمر بها هذه السلطة والدولة المصطنعة، حالة جعلت من الجيش الذي لا يقهر يعيش حالة ذعر من أي تحرك على الحدود مع فلسطين وتحديدًا من الشمال وهو ما ترجمه الاعلام العبري من خلال أدائه منذ بداية الطوفان الفلسطيني وصولًا إلى سرب البجع القادم من لبنان!
أن ترسل الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات لإسناد حليفتها في المنطقة وكذلك بريطانيا، وأن يخرج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بخطابٍ في معظمه عاطفي ويعزف على أوتار المظلومية لشعب إسرائيل وما تعرض له على يد حماس بينما لا يرى بالعين نفسها أطنان القذائف المتساقطة على أهل غزة والحصيلة الأكبر للشهداء المدنيين هم من النساء والأطفال. بالطبع فالشعب الأصلي للأرض اعتاد على المجازر الإسرائيلية، أما الشعب الوافد والمستوطن أرضًا لا يستحقها فهو شعب حضاري يستحق الحياة! إنما يؤكد على حجم الكارثة التي تعيشها إسرائيل هذه الأيام.
فالمعادلة تغيرت مع طوفان الأقصى، لأنكم ستألمون كما تألم الشعب الفلسطيني من مجازر وقتل وتهجير.. حان الآن دوركم فاحملوا أسماءكم الوهمية واصعدوا القوارب قبل أن تثقب في طوفان لا يعلم أحدٌ حتى الآن مداه، وهل سيقتصر على غزة أم أنه سيحمل مع أمواجه من الحدود مقاتلين بسفن لا تثقب ولا تخرق لأن أصحابها رجال عاهدوا الله على أن لا يشربوا من الماء كما فعل أصحاب طالوت، وكانوا فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.