المقاومة الفلسطينية تضع اللبنة الأولى للتحرير بـ”عملية طوفان الأقصى”

إن ما يفعله أبطال فلسطين ما هو إلا تأكيد على المؤكد أن هذا الشعب الفلسطيني العظيم الذي يقاوم بكل استبسال وتضحية وفداء على مدى سبعة عقود لا يمكن أن يلين أو يجمد أو يستكين حتى تحرير كل أرضه من دنس المحتل الغاصب. وما عملية “طوفان الأقصى” إلا شاهد حي على هذه المبدئية الفلسطينية للمقاومة حتى التحرير، لأن الفلسطينيين قد جربوا كل شيء مع العدو الصهيوني لأجل تحقيق العدالة واسترداد أرضهم المحتلة بعد أن فشل العالم كله بأممه المتحدة ومؤسساته الدولية في تحقيق العدالة لهم بل إن هذا العالم المنافق وقف إلى جانب الجلاد ضد الضحية! لذلك كان خيار المقاومة المسلحة هو الخيار الصحيح الذي به تستعاد الأرض، عندها بدأ الفلسطينيون في مقاومتهم البطولية من الحجارة إلى السكين وصولًا إلى الصاروخ والمدفع اليوم!

وهذه التجربة الفريدة في التضحية بالغالي والنفيس لأجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق لأهلها كان يرى فيها الرعيل الأول من أبطال فلسطين الخلاص مستلهمين الدروس والعبر من التاريخ الإنساني والسنن الكونية أن لا حرية ولا كرامة إلا بالتصحية والاستبسال مهما كانت التضحيات جسيمة ومؤلمة لكن عاقبتها الحرية والاستقلال والعيش الكريم!

ومن هذا الاستشفاف التاريخي بدأ الفعل الفلسطيني المقاوم الذي وصفه “غسان كنفاني” شهيد فلسطين المبدع الذي سخر حياته كلها لفلسطين وختمها بالشهادة في سبيل قضية شعبه وأمته بالقول إن “‏ما حققناه هو إثبات بأن شعبنا لا يمكن هزيمته أبدًا، ما حققناه هو تعليم كل فرد في هذا العالم أننا أمّة صغيرة شجاعة سنقاتل حتى آخر قطرة دم، من أجل تحقيق العدالة لأنفسنا بعد أن فشل العالم في إعطائها لنا، هذا ما حققناه”.

وهذه ما نشاهده اليوم منذ فجر السابع من أكتوبر بداية انطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة والتي من خلالها مرغت أنوف العدو الصهيوني وقواته العسكرية في التراب وأذاقتهم السم الزعاف قتلا وجرحًا وأسرًا ولذلك مهما ارتكب العدو الصهيوني من جرائم وحشية بحق المدنيين فهي لن تعيد له هيبة (الجيش الذي لا يقهر) بعد أن قُهر وهزم وتمت إذلاله تحت أقدام أبطال فلسطين!

وهذه الهستيريا الإجرامية في قصف غزة بقذائف تحتوي على الفوسفور الأبيض المحرم دوليًا حسب اتفاقية جنيف عام 1980م إلى جانب استهداف الأحياء السكنية والبنايات الكبيرة والأسواق والمساجد والجامعات كل هذا الإجرام هو نتيجة التخبط والهزيمة التي تكبدها الكيان المؤقت. لذلك هو يحاول استعادة هيبته المهدورة بعد خسائره البشرية التي تصل إلى الآلاف من القتلى والجرحى من جنوده وضباطه ومستوطنيه ووقوع المئات من أسراه في أيادي المقاومة الفلسطينية أما الخسائر المادية في العتاد العسكري والبنية التحتية فحدث ولا حرج، لهذا يمعن في الإجرام والقتل للمدنيين لكن هذا لن يغير شيئًا لأن المقاومة قد غيرت المعادلات ورسمت ملامح مرحلة جديدة من المواجهة تكون لها اليد الطولى فيها وهذا يعني أن زمن الوقوف في موقع المدافع قد ولى واتى زمن المبادرة والهجوم وما على العدو إلا الانتظار إلى ساعة الصفر وبدء المعركة الكبرى لتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر وما عملية “طوفان الأقصى” إلا بروفات أولية لتلك المعركة معركة النصر والتحرير الفاصلة التي تجتث كيانه المؤقت من الوجود.

ولأجل تحقيق ذلك يجب على الأمة العربية والإسلامية أنظمة وشعوبًا التحرك المسؤول الصادق بالمواقف العملية الداعمة والمساندة للمقاومة الفلسطينية ماديًّا ومعنويًّا وإسنادها شعبيًّا وجماهيريًّا والتفاعل الدائم مع كل التطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية كقضية مركزية للأمة ومواصلة المشوار حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر.

اساسيطوفان الاقصىغزة