ريما فارس – خاص الناشر |
مقولة نسمعها بهدف المزاح عندما تزداد الابتلاءات علينا، لكن هناك من يسمعها ويطبقها وخصوصاً في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية المدمرة، فيلجؤون إلى المخدرات، وهي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، ما يُذهب العقل ويغيبه، لاحتوائها على مواد كيميائية تؤدي إلى غياب الوعي أو التصرفات غير المسؤولة.
بعض الشبان الذين يئسوا من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية انحرفوا وضلوا الطريق وتعاطوا الحشيشة والمخدرات بهدف النسيان والبعد عن التفكير بما انتابهم من ألم، ولا يعلمون أن الألم الذي سينالهم أصعب بكثير مما هم عليه.
أحد الآباء أرسل فيديو على التيك توك يتوسل القوى الأمنية القبض على ولده بسبب إدمانه والقيام بإعمال إجرامية وينهي كلامه بالخوف من أن يضطر إلى قتله وبعدها يكون هو الملام على فعلته. هناك من ضحك على الفيديو ومنهم من تأثر، لكن الواقع مؤلم جدا أن ترى ابنك الذي أمضيت عمرك في تربيته يؤذي نفسه ومن حوله.
إن كل من يشارك في صناعة المخدرات والحشيش والتجارة بها سواءٌ في لبنان أو خارجه هو مجرم أمام الله وأمام المجتمع، اتقوا الله في ابنائكم المخدرات التي هي دمار شامل للجيل الصاعد، وانتشارها أصبح سهلًا من خلال ترويج الحبوب عبر طلاب الثانويات والجامعات.
علينا الانتباه والإسهام في وقايتهم من هذه الآفة، ويكون ذلك من خلال تنمية الوازع الديني وتعزيزه في نفوس الأبناء، وإشراك الأبناء في المسؤوليات الأسرية والثناء عليهم وامتداحهم، وتنمية الوعي والثقافة الصحية لديهم، والتعرف على أصدقاء الأبناء، وإتاحة الفرصة للأبناء للتعبير عن مشاعرهم ومشكلاتهم، وتخصيص أوقات للعب والتنزه معهم والقرب منهم.
أختم مقالي بقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، (ولا تقتلوا أنفسكم).