عاشوراء بعيون العامليّين.. الحب لنا عادة

ينتظر محبّو الإمام الحسين(ع) على جمر الحبّ ذكرى عاشوراء، يوشّحون قلوبهم بالحزن وقاماتهم بالسواد، يبذلون على حبّ إمامهم كلّ ما استطاعوا إليه سبيلًا، عطاءً وحبًا ووفاءً وعهدًا منهم لسيدهم وإمامهم، بأن يكملوا مسيرة الحقّ والتضحية في سبيل الحفاظ على الدين المحمدي الًاصيل.

ككل عام وفي أيام المصاب الأليمة، لجبل عامل وأبنائه نصيب من هذا الحزن المقدّس، وفي ذاكرة قلوبهم متّسع لمشاهد التضحية والصبر والوفاء، وهم الذين تربطهم بأبي عبد الله(ع) روابط عشق وشهادة ونصر، فكانت مراسم الإحياء لهذا العام استثنائية، على قدر حبّهم وارتباطهم بسيد الشهداء (ع).

عاشوراء جبل عامل.. مراسم استثنائية
خيّمت شارات العزاء والحزن على معالم المدن والقرى الجنوبية بصورة كبيرة وواسعة لهذا العام. وكان لمنطقة جبل عامل الأولى نصيب من هذا الاستثناء والدقة والجهود المكثفة المبذولة لإحياء هذه المناسبة الأليمة.

الدائرة الإعلامية في منطقة جبل عامل الأولى، وعبر اتصال معها، أوضحت لموقع الناشر تفاصيل العديد من التحضيرات والتجهيزات الخاصة بالمناسبة، كان أبرزها مئات المجالس العاشورائية التي أقيمت في المجمعات الحسينية والمنازل وما تتطلبه هذه المجالس من تحضيرات ومتابعات لتأمين كافة المستلزمات على صعيد المنطقة ككل، يضاف لها مجالس اللطم التي أقيمت تزامنًا مع المجالس العاشورائية.

من الناحية الفنية، كان للرسومات والجداريات العاشورائية نصيب من الجهود المبذولة، حيث تم رسمها بأساليب فنية متنوعة حديثة وكلاسيكية ، بالإضافة إلى تجسيد المشهد العاشورائي في العمل المسرحي في العديد من القرى الجنوبية، فضلًا عن إقامة معرضين فنيين من وحي المناسبة.

على صعيد الإعلام الرقمي، فقد قامت الدائرة الإعلامية في منطقة جبل عامل الأولى بإنتاج سلسلة متعددة من البرامج الثقافية والدينية والفكرية المرتبطة بعاشوراء وبشهداء المقاومة الإسلامية ونشرها على نطاق واسع عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

الديكور العاشورائي كان أيضًا من النقاط الأساسية التي تم التركيز عليها من قبل الدائرة الإعلامية، إن كان من ناحية تصميمه وتنفيذه بأسلوب عصري، مميز، ومتناسق لا سيما على صعيد المجالس العاشورائية.

على حب أبي عبد الله(ع).. وعهدًا ووفاءً له
لا شك أن الجهود المبذولة في سبيل إحياء عاشوراء الإمام الحسين (ع) في منطقة جبل عامل الأولى، أثمرت نجاحًا وتميزًا وتمسكًا أكثر فأكثر بخطى ونهج أهل البيت (ع)، وهذا الأمر بدا واضحًا في تفاعل الناس وإقبالهم ومشاركتهم في مراسم الإحياء على اختلافها.

هذه المشاركة بدت واضحة من خلال أعداد المشاركين الغفيرة التي شهدتها المجالس والمعارض وحضور المسرحيات، فضلًا عن التفاعل الكبير والمشاركة الواسعة للبرامج العاشورائية المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

التعبير عن حب الناس لأبي عبد الله (ع) لم يكن محصورًا فقط بذلك، إذ كان للمضائف الحسينية التي قدرت بالعشرات في منطقة جبل عامل الأولى، دورها الكبير وأثرها العميق في تكريس مفاهيم العطاء اللامحدود في سبيل الله وعلى حب أهل البيت (ع)، وتجسيدًا لكل معاني الإحياء، لا سيما أن هذه المضائف كانت بمعظمها من الناس وإلى الناس.

اختزلت مراسم الإحياء بكل أشكالها رسالات عدة جاءت اليوم بصيغة مختلفة، فهي من جهة تجسد الوفاء والعهد بالبقاء على خطى سيد الشهداء (ع) ومحاربة الظالمين والمفسدين في الأرض، ومن جهة أخرى تظهر للعالم حجم القوة والعزيمة والإرادة الموجودة لدى هذه الأمة، وقدرتها على خوض كل أنواع المعارك لا سيما الثقافية منها، وهذه المرة بصيغة الهجوم لا الدفاع، لتثبت مجددًا مبدأ الحق الذي لا حياد عنه مدى الدهر.. “هيهات منا الذلّة”.

اساسيالامام الحسينالجنوبعاشوراءكربلاءلبنان