وسام عطوي – خاص الناشر |
شهدت جنين ومخيمها قبل حوالي الأسبوع عدوانًا صهيونيًّا، حيث حاولت قوات الاحتلال بمشاركة عشرات الكتائب والقوات الخاصّة وسلاح الجو التوغل داخل جنين بهدف القضاء على المسلّحين والذين ترى فيهم خطرًا على أمنها. ولقي الجيش الصهيوني خلال عدوانه مقاومةً شديدةً من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في المدينة التي خاضَ مقاتلوها اشتباكاتٍ مسلّحة في محاولة لمنع العدو من التقدّم.
كذلك، أسفرَ العدوان على جنين عن استشهاد 12 فلسطينيًا فضلًا عن إصابة المئات من المدنيين خلال الغارات الجوية التي شُنّت على المدينة ومخيمها عبر الطائرات الحربية المسيرة. كما اعتقل العدو نحو 300 فلسطيني، فيما نُسف العديد من الآليات والجرافات وناقلات الجند المدرعة وأُسقطت خمس طائرات مسيّرة فضلًا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنود العدو على أيدي فصائل المقاومة.
وتسبَّب العدوان الإسرائيلي الذي يُعتبر الأكبر منذ 2002 في دمارٍ هائلٍ للبنية التحتية للمدينة، حيث أُتلفت شبكتي المياه والكهرباء ودمر حوالي نحو 800 منزل إمّا بشكل كلّي أو جزئي حسبَ إحصائيات بلدية جنين، بالإضافة إلى تضرر 3 مستشفيات تعرضت لهجمات إسرائيلية أثناء التوغّل الذي أدى إلى إخلاء مئات العوائل لمنازلها ونزوح آلاف الفلسطينيين.
حول أهداف العدوان وما بعده أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن “الهدف من الحرب على جنين هو إنهاء حالة المقاومة التي صنعت مسار استنزاف للاحتلال على غرار ما كان يهدف إليه في حروبه المتتالية على غزة”.
وفي حديث لموقع “الناشر” قال: “يحاول الكيان الصهيوني إعادة ترميم قوة ردعه التي تراجعت في مواجهة المقاومة من خلال هذا النوع من الحروب القصيرة والاعتداءات لتوفير حالة الأمن والاستقرار للمجتمع الصهيوني”.
وأضاف: “عمد الاحتلال من خلال عدوانه على جنين إلى التفريق والشرخ بين المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية بل إبعادها عن جميع أبناء الشعب الفلسطيني محاولًا في ذلك طمأنة مستوطنيه على قدرته العسكرية والخروج من أزماته الداخلية المختلفة إلا أن كل هذه المحاولات بأت بالفشل بقوة المقاومة وإرادة الشعب الفلسطيني”.
وتطرق المدلل في حديثه إلى أحداث الداخل قائلًا: “إن النزاع السياسي الصهيوني الحاصل بين حكومة نتنياهو ومعارضيها ليس إلا منافسة للغرق في الدم الفلسطيني من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، مشيرًا إلى أن هذه المشاكل مفيدة للمقاومة الفلسطينية لأنها تظهر هشاشة كيان الاحتلال وتساهم في أسباب زواله إذ إنه يحاصر نفسه بنفسه فضلًا عن تخوفه من ردة فعل حركات المقومة في المنطقة في حال قيامه بأي حماقة عسكرية خاصة مقاومة لبنان”.
وختم عضو المكتب السياسي في الجهاد الإسلامي حديثه لـ”الناشر” بالقول: “على الرغم من أن الفوضى القائمة داخل كيان الاحتلال هي عامل قوة لمحور المقاومة إلا أنها من الصعب أن تصل لدرجة الحرب الأهلية لأن الصهاينة بجميع انتماءاتهم واختلافاتهم هدفهم موحد وهو تثبيت دولة الكيان على الأراضي المحتلة لكن هذا لا يلغي أن أزماته الداخلية ستساهم في زوال دولته المزعومة”.