حرب تموز 2006 | اليوم الأول: هنا عيتا الشعب

عيتا كلّ الجنوب، كلّ الحدود وكلّ القرى. وعيتا في ١٢ تمّوز ٢٠٠٦ كلّ الأرض، وما الأرض سوى محلّ عبور أهل الحقّ إلى نصرهم الذي خلف السياج علامته.

في عيتا، خلّة تُدعى “خلّة وردة”، ومن معاني الخَلّة في معجم اللغة “الطريق”، وفي لهجات أهل القرى هي قطعة أرض نما فيها العشب الكثيف. وفي حكايات تموز خلة وردة هي بوابة العبور إلى “الوعد الصادق” وبوابة تحرير الأسرى من سجون الاحتلال وبوابة النصر الإلهي الذي تحقق بعد ٣٣ يومًا من حرب استخدم فيها العدوّ كلّ وحشيته، وعاد منها مهزومًا ذليلًا.

نمضي إلى ذلك الصبح في خلّة وردة: تعطّر التراب بالندى وتجهّز لعبورِهم فوقه، حنَّ العشبُ على أثر الخطوات ليخفيه عن عين العدى، وامتشق الوردُ شوكه كي يردَّ عنهم كلّ نظرة واشية.

عند اقترابهم من السياج، شهد النسيم بأي عزيمة فتحوا الثغرة فيه ومنها انسكبوا غيمًا حاملًا زخّات الطلقات وعزمًا على جني الغنيمة. صوت الأرواح التي تقاتل علا فوق كلّ صوت. بالضحكات عادوا، بفرحة تحقيق الهدف، ببهجة الإنتصار الذي حقّق وعد الأسر، ليتحقّق به وعد تحرير الأسرى.

من ذلك الحين، صار اسم عيتا الشعب يعادل صفعة لا يزول أثرها عن وجه الصهاينة في كلّ الأرض، وصار ذكر خلّة وردة يعيدهم إلى لحظات تحوّل فيها كيانهم المؤقّت وكل جبروتهم المزعوم إلى تلّة يتراكم فوقها الذلّ والعجز والخوف والهزيمة. أمّا في أدبياتنا، فقد صارت عيتا الشعب عنوان عزّة تحوي ذاكرة المقاومة كلّها، وصار لفظ خلّة وردة مقترنًا في قلوبنا بضحكة ملؤها السّرور.

يعيدنا اليوم تموز إلى ربوع الجنوب الشاهدة أبدًا على كلّ الطلقات، يصيبنا العشق مجدّدًا ويرمي قلوبنا على أعتاب قرى الحدود. نذوب في ترابها، نتوحّد معها ونصير نحن الأرض. اليوم كلّ أسمائنا عيتا، وكلّ قلوبنا خلّات ورد يعبر منها أهل العسكر إلى النصر. اليوم، يوم خلّة وردة على مدى الأزمان.

اساسيالمقاومة الاسلاميةالوعد الصادقحرب تموزحزب اللهخلة وردة