د. أحمد الشامي – خاص الناشر |
اذا انعقدت جلسة الانتخاب الرئاسي غدًا، فإلى جانب الأوراق التي ستسقط في صناديق الاقتراع ستسقط أيضاً شعارات، ووعود، وماء الوجه لكثيرين ممّن صاروا نوابًا للشعب، وإن كانوا دائماً من المراهنين على ذاكرته المثقوبة.
أوّل الساقطين، النواب الذين يطيب لهم لقب الثوار والتغيير، وأنهم الأشد تطرفًا ضد المنظومة الحاكمة، وأنهم حرّاس مصالح الشعب، وأصابع الإدانة لسارقيه، فإذ بهم يزحفون إلى ساحات الثورة، لا لإدانة أحد أهم المشبوهين بتبذير المال العام، بل لترشيحه رئيساً للبلاد والعباد.
غدًا، سيدخل التيار الوطني الحر إلى الأسر، إذ ما عاد الإبراء مستحيلاً، بل إنّ من صاغ كلمات الإدانة بكتاب للحق والتاريخ هو المدان، وعليه لزامًا أن يذهب إلى البرلمان، ليعلن البراءة والاعتذار، وإلّا سيدخل في دائرة النسيان.
سيتبيّن للعالم، أن جعجع لم يغادر السجن، وقواته (اللبنانية) تقبع في ماضيها، فهي لا تزال تطوق منزل الأب طوني، ولمّا تبين لهم أن إبنه سليمان لا زال حياً، لحقوا به إلى البرلمان، لإعدامه، وقبل أن يغادروا سوف ينظرون في أعين النواب بازدراء وهم يمزقون قرارهم بالعفو.
سوف تسقط غداً المقولة بأن حزب الله يحكم لبنان، وأنه امتداد للحقبة السورية، فلو كان كذلك، هل من يصدّق بأن أغلب من في البرلمان سوف يعلنون العصيان على مرشحه، بل يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك، أنهم استطاعوا هزيمة الحزب ومحاصرة الشيعة وعزلهم.
غدًا، ستسقط كل التحليلات، والمطولات، والإطلالات، لجهابزة الإعلام والتحليل السياسي، حين راحوا يغالون في خروج السعودية من العباءة الأميركية، فلمّا جاءت كلمة السر، جرى انتظام السفير البخاري خلف التعليمة الأميركية، فتبخّر وتوارى عن الأنظار، بانتظار ما يحصل في الخارج من تسويات وحوار.
ستتأكد الأجيال القادمة وهم يتتبعون الأخبار، بأن السيادة لدى الكثيرين في لبنان مجرّد شعار، وأن الآتي من صندوق النقد الدولي ليكون رئيسًا، سيستثمر ما بدأه الخارج من حصار، في فرض الضريبة والغرامات على الشعب وليس على الحكام التجار.
غدًا، يوم السقوط الضروري.