حسيب قانصوه – خاص الناشر |
بعد التحية.
قبل أن نكتب لكم، لا بد أن نعرج على تاريخ واحد من أشرف رجالات صيدا العروبة، صيدا الناصرية، صيدا المقاومة، صيدا معروف سعد، أحد أنصع الوجوه الصيداوية وابي الفقراء والمدافع دائمًا عن لقمة الصيادين وأول شهيد لهم وأحد أهم أسباب بدايات الحرب الأهلية العام ١٩٧٥.
عبر تاريخه المشرف، لم يأخذ موقفًا واحدًا يسيء الى تاريخه ومواقفه من القضايا الوطنية، خاصة القضية الفلسطينية، بالرغم من إساءة بعض الفلسطينيين له ومحاولة النيل من كرامته، إلا أن الرجل بقي صلبًا في مواقعه ولم يتزحزح عن قناعاته قيد أنملة وبقي في واجهة صفوف المقاومين والمدافعين عن كل القضايا التي تطال حياة الناس ولقمة عيشهم حتى لحظات الغدر والشهادة.
الموقف الثاني يتمثل بالشهيد الثاني من هذا البيت العروبي والمقاوم عنيت به المرحوم مصطفى معروف سعد الذي قاوم الاحتلال الإسرائيلي ودفع حياة ابنته ناتاشا وأطفأ الاحتلال عينيه في عملية استهدفته وعائلته. وما نقصده هنا هو فقط التذكير بهذا البيت المقاوم الذي أنت منه وتسلمت جنابك الكريم بعد وفاة أخيك قيادة التنظيم الناصري وأنت تعلم جيدًا أن من ينتمي الى الناصرية لا ينقلب عليها ولا على مبادئها وتحديدًا على مؤسسها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي قال فيه يومًا ” أبو تفليقة” رئيس الجزائر الراحل “لو كان عبد الناصر حيًّا لا يعيبه أن يقف منتصبًا بهامته وقامته ليقول: لا امانع ان اكون جنديا في المقاومة الإسلامية في لبنان”.
هنا بيت القصيد، وأنت تعلم أن الشهيد جمال الحبال كان اول من قاتل العدو الصهيوني في صيدا وأن شهداء كثرًا لحقوا بركبه من هذه المدينة الناصع تاريخها بالمقاومة وقتال اسرائيل واعوانها.
الدكتور أسامة سعد
لا نريد ان نتوسع في الموضوع. ١٧ تشرين ٢٠١٧ كانت قراءة خاطئة وانعطافة خطيرة لنهج الناصريين في صيدا. هذا الموقف المعادي للمقاومة فاجأنا وفاجأ كل الشرفاء في صيدا ولبنان. هذا الموقف لم تتعود عليه القوى الناصرية ولم تألفه عبر تاريخها المقاوم، وممن؟ من بيت معروف سعد!؟
غريب هذا الموقف الذي عزلت به التنظيم الشعبي الناصري في صيدا.
الأغرب، ونحن على ابواب انتخابات لرئاسة الجمهورية اللبنانية وموقفكم الرمادي مع الدكتور عبد الرحمن البزري، هذا الموقف الذي لا يليق باسم تنظيمكم او بتاريخ بيتكم العريق، هذا الموقف انتم والدكتور البزري تتخذون فيه تموضعًا معاديًا لمن ترى فيه المقاومة فقط وهذا يكفي انه لا يطعنها في الظهر وإن كان من المنظومة التي لم يلعب التغييريون دورًا أفضل منها وانت تعلم جيدًا المرشح الثاني من هو وأين هو وخطورة وجوده على رأس الدولة ومن يمثل وما هو برنامجه المخفي وما هي وظيفته الآن وكيف يمكن ان يعيد تنفيذ برنامج الخطوة الأولى للمرحوم رفيق الحريري بالتعاون مع أستاذه السنيورة وأسياده في البنك الدولي لتدمير لبنان ومقاومته. انتخابكم بورقة بيضاء هي انتخاب لمرشح حلفائكم غير المباشرين (القوات ومن يدور في فلكها).
دكتور اسامة
انتم والبزري حرّان ولا احد يستطيع ان يملي عليكما موقفا لكن من باب التذكير اننا في لبنان نحن قادمون على تغيير قانون الانتخاب إن لم يكن اليوم سيكون غدًا وسنصل الى لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي، لذلك وبناء على ما تقدم، ان كل القوى والبيئة الحاضنة للمقاومة ستتعامل مع كل الناس وتحديدا المرشحين للانتخابات النيابية ومن كل الطوائف والملل والنحل مسيحيين ومسلمين موارنة وكاثوليك وأرثوذوكس وما تبقى وسنّة وشيعة ودروزًا واقليات على اساس الموقف القادم لكل نائب حالي ينتخب ضد المقاومة أيا كان حتى ولو كان الرئيس بري نفسه.
نحن الذين كنا ندفع الثمن غاليا مع اسرائيل منذ العام ١٩٤٨ وما قبل، لن نرضى ان يعود هذا الزمن الذي يلعب فيه العملاء والأنذال بدمنا ودم اولادنا ويعملون على تهجيرنا وتدمير بيوتنا.
من لم يطعن المقاومة في الظهر بحاجة لأصوات الشرفاء في كل المناطق. المطلوب وقفة ضمير ووقفة مع لبنان ووقفة مع لقمة الفقراء التي يستهدفها البنك الدولي عبر جهاد ازعور، وشكرًا.
اخوكم حسيب قانصوه.