مشهدية أخرى.. أعزل مقابل جرافة

محمود موالدي – خاص الناشر |

بالبداية علينا أن ندرك ماذا يفعل العدو في الجهة الحدودية في كفر شوبا، ولماذا تتزايد عملية الأشغال والتجريف، وهل هناك هواجس يعيشها الكيان المأزوم على مدار حدوده وخاصة الحدود اللبنانية. يعمد الاحتلال منذ فترة على تمكين الموانع والدشم الحدودية مترافقًا مع زيادة في العتاد والعديد وتمكين الأسلاك والجدار غير الكامل، وفي بعض المفاصل وخاصة في تلال كفر شوبا ينتهج العدو سلسلة تجريفات وإنشاء دشم ترابية في العمق المحتل ظنًّا منه أن تكون مانعًا لخطر ما قادم في ظل ازدياد وتيرة الصراع وامتلاك المقاومة الإسلامية في لبنان القدرة والاقتدار وتعاظم قدرات محور المقاومة والزخم الملحوظ بعد انتصار غزة الأخير وما سبقه من عملية نوعية في منطقة (مجيدو) التي ارتعد منها العقل الأمني الصهيوني وعدّها اختراقًا ليس للجغرافيا فقط بل للمنظومة الأمنية.

لكن المشهد المضاف ما قام به مواطن لبناني من أبناء الجنوب الأشم وعلى الرغم من كونه أعزل إلا أنه متسلح بالحق اليقين في أرضه وشعبه ومقاومته، وبالعقيدة الضاربة في العمق، إن أغلب المتابعين الصهاينة في الصحافة العبرية والإعلام العبري يحللون هذا المشهد الذي عمّق فكرة سقوط هذا الكيان المؤقت كونه دون جذور ولا أحقية، إن فشل الاحتلال وبعد تجارب ومحاولات من تفريغ العقول من إرادة وقرار مناهض للاحتلال، إن هذه الشجاعة والثبات يعزز باليقين المطلق انتصار المقاومة في أي معركة والتي ستكون إزالة الكيان بعدما تمت إزالة فكرة الاستسلام وعياد الانصياع للمحتل.

نعم إنها معركة وعي وانتصر الإنسان اللبناني فيها بمشهد يعمق انتصارات قادمة ومتعددة كما انتصر بكل معاركة السابقة بمنهجية المقاومة وبمدرسة القرار والقدرة، فحال هذا الموطن الأعزل هو حال الكثير من أبناء هذا الوطن والأمة حين تسمح لهم فرصة التصدي وتبرز لهم مفاعيل الصمود وتعطى لهم مساحة العمل المقاوم. طالما أن الكيان الصهيوني يعاني من فقدان الراحة على مجمل حدوده وفي الداخل وما يعانيه من اختلاجات بنيوية فذلك يجعل عامل السقوط أقرب من أي وقت مضى، وسيبقى القرار مقاومة.

اساسي