“الفرسان بالسيف والحاسدين بالحيف”

فجأة صبيحة اليوم وبعدما عاد السفير والسفيرة من عطلتهما الأسبوعية وأعطيا كلمة السر فلت الملق وأشهر الحاسدون “زفرهم ” فوق زفراتهم التي كانت تسمع أمس من اربعة أرجاء الوطن مع عويل وصل إلى قبرص رغم أنهم كانوا في شرنقة الصمت المريب. وما أن صدرت التعليمة الاقليمية والدولية صباح اليوم حتى سل ” الدونكيشوتيون ” السيف الخشبي واللسان ” البذيء ” وخذ على عنتريات كانت تصعد عند فلان أو فلانة حسب ” شيكه ” آخر الشهر. وللمصادفة فقد قد بقي لآخر شهر أيار 10 أيام ويجب القيام بإنجاز مهما كان “معفشكًا” لأن شهر أيار كان شهر المصائب عند شلة “حنيكر” وكلنا يعلم ما حصل هذا الشهر وكيف أن سياساتهم ونظرياتهم كلها وجدت لها ( مع أول اتفاق عربي) طريقًا واحدًا هو سلة القمامة .

بلا طول سيرة. من يطالع خنفشرياتهم السفسطائية يجد فيها 8 كلمات مفتاحية مكررة عند الجميع وكأن مرسل التعليمة لم يقو على كتابة أكثر من رسالة واحدة توجههم بماذا سيقولون وهم عادة شاطرون بال copy & past . لذا تكررت الكلمات التالية في كل “الزبالة ” التي لوثت عيوننا منذ الصباح ( الدويلة – العصابة – السيطرة على لبنان – السلاح الموجه للداخل – المناورة رد على أحد بنود القمة العربية – على الاشقاء العرب أن ينتبهوا من حزب الله الذي لم يلتزم يومًا بعهد – “إسرائيل” تعرف جيدًا نوعية سلاحه ولا تحتاج إلى التعريف بهكذا مناورة – وأخيرًا نقلت إحدى عصفورات الموساد على شاشتها تغريدة لأفيخاي أدرعي وهو يعلن أن هذه العصفورة ضاقت ذرعًا بأعمال حزب الله ) .

كل هذا يجري في أقبية وزواريب التويتر والفايس بوك والانستاغرام الداخلي اللبناني فيما العالم كله تكلم أمس واليوم عن دهشة المراسلين والصحفيين المتمرسين الذين خبروا حروبًا . فقد كانت المقاومة شفافة إلى حد أن القيود التي كانت تفرضها سابقًا لمتطلبات الأمن كانت أمس في أدنى درجاتها وترك الصحفيون يصورون ويقابلون ويصنعون تقاريرهم بما رأوه من دون تدخل من أحد فتحدث المراسلون والصحفيون الاجانب عن صدمتهم بكفاءة هذه القلة اليسيرة التي نفذت المناورة من ” رجال الله ” وكفاءتها وخبرتها التي لا تحتاج إلى تدقيق .

اللافت أن 1856 مادة بـ11 لغة تحدثت في أربعة اتجاهات الكرة الأرضية عن أن المناورة التي كانت بالرصاص الحي تعتبر دليلًا إضافيًا على أن رجال حزب الله ( مجاهدي المقاومة) اجتازوا رتبة الاحتراف والكفاءة إلى رتبة التوأمة مع سلاحهم.

 إلا أن الحاسد يصر على تقليد ” المحسود خلالًا لم تزل فيه ” . فبالنكاية ورغمًا عن أعين 500 صحافي ومراسل لبناني وعربي وأجنبي شاهدوا مناورة المقاومة أمس الأحد 21 أيار 2023 فإن شلة الفشخرة الكاذبة أصرت على التخريب والتشويش وتوجيه رسالة المناورة إلى غير هدفها الذي عملت المقاومة لأيام على إخراجه كما يلزم وتوجيه رسالة المناورة العامة حيث يجب أن توجه وهو قلب العدو ومعنويات جبهته الداخلية وتظاهره المزور بالردع .

في النهاية لا بد من التأكيد أن رسالة ” مناورة المقاومة” وصلت بليغة ومفصلة ومرعبة حيث يجب أن تصل وأوجعت العدو تمامًا كما أوجعت المايسترو الذي أطلق جوقتكم الفاشلة بالتوقيت والاستهداف والتأثير الذي لا يصلح أن يؤثر في نعال رهبان الليل وأسود النهار فنالوا هم في الأمس واليوم لقب الفرسان بالسيف، وقلدتم أنتم رتبة الحاسدين مع مرتبة الشرف مشفوعة بتقريظ الشاعر أبو الفتح البستي إذ يقول :

إذا شئتَ أن تلقى حسودَكَ راغِما

وتقتلَهُ غَمّا وتحرقَهُ هَمَّا

فسامِ العُلا وازدد من الفضل إنه

مَنِ ازدادَ فضلًا زادَ حاسدُهُ غَمّا

اساسي